مشاجرة عادية بين شبان تحولت بفعل تراكمات الغضب والتأثر، إلى جريمة قتل هزت حي النزهة في جدة، ثامن أيام شهر رمضان الجاري، حيث كانت أربعة طعنات، اثنتان في الظهر وواحدة في الساعد وأخرى في القلب، كفيلة بالإجهاز على خالد أمين الدين «18 عاما» الذي خاض نزالا غير متكافئ في أحد شوارع الحي مع الجاني «ع. ج» الذي يماثله في العمر تقريبا. والد المجنى عليه روى ل«شمس» تفاصيل الحادثة التي بدأت تفاصيلها تتشكل بعد يومين من وقوعها «في السادس من رمضان طلبت من خالد قضاء بعض الاحتياجات المنزلية، فذهب بسيارته مصطحبا أبناء عمه، وقربيا من المنزل وقع اصطدام بين سيارته وسيارة شاب آخر كان الجاني بصحبته، وهما من سكان الحارة نفسها، فحدثت بينهم مشادة كلامية أخبرني أحد أقاربنا بها فأسرعت إليهم محاولا فضها إلا أن الجاني وجه لي كلاما قاسيا فرد عليه خالد وكادا يشتبكا في عراك لولا تدخلي حيث تفرق الجميع». وأضاف «بعدها بيوم قابل خالد أحد أبناء عمومة الجاني وحكى له تفاصيل القصة، فلم يمض إلا وقت قليل ووجدت الجاني أمامي ومعه ابن عمه مقدما اعتذاره لي عما بدر منه، وبالفعل صفحت عنه وذهبا في حال سبيلهما». أما تفاصيل يوم الحادثة فرواها «وليد» شقيق المجني عليه «كنت رفقة خالد واثنين من أقاربنا لقضاء مشوار، فقابلنا عبدالرحمن ومعه مجموعة من أصدقائه فأوقفونا وأنزلونا عنوة من سيارتنا، فاشتبكنا معهم لكني شاهدت الجاني يحمل سكينا وهو يقول لخالد: لا تعتقد أن ما بيننا قد انتهى، ثم سدد له عدة طعنات». وأضاف أن أحد المارة أسرع بنقل خالد بسيارته وهو ينزف إلى مستوصفين خاصين لكنهما رفضا استقباله، ثم ذهب به إلى مستشفى خاص لكنه ما لبث أن لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. ودعا والد المجنى عليه جميع الأسر إلى مراقبة تصرفات أبنائها وعدم تركهم يهيمون في الشوارع دون رقيب أو حسيب وهم يحملون السلاح في هذه السن المبكرة. مشيرا إلى أن أسرة الجاني زارتهم وقدمت واجب العزاء. وأشار محامي المجني عليه عبدالله السلفي إلى أن القضية حولت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيقات اللازمة، مشيرا إلى أنه علم أن الجاني سجل اعترافا بارتكابه الجريمة وأن الشرطة عثرت على أداة الجريمة بعد أن أرشدهم الجاني إليها .