أن تكون أحد الذين قدر الله عليهم وتبحث عن رحلة طيران داخلية، فليس لك سوى أن تتوجه إلى إمام المسجد ليدعو لك: «اللهم فرج هم المكروبين»، فليس العلة في كون خطوط الطيران مثار انتقاد وشكوى الناس، فرحلة بين الرياض وجازان تستغرق بين 5-7 ساعات! لأنكم لا تريدون أن تكتشفوا السياحة الداخلية و«ربوع بلادي»، بمعنى أنك ستقضيها «ترانزيت» في شرورة أو الطائف أو نجران، ويمكن لو تحمس الكابتن يأخذ لفة على تبوك. وليست العلة كذلك في كون الخطوط الاقتصادية الأخرى تذاكرها أغلى من غيرها، إذ إنهم أضافوا 80 ريالا ضرائب على الحجوزات الداخلية، وإن حدث وسافرت إلى جدة ضع في حسبانك 20 دقيقة ستقضيها في الباص الذي ينقلك من الطائرة التي تفاجأ بكونها هبطت في صالة الحجاج، لتذكرك بأن الحج فريضة!. لا بأس.. وأن تبحث عن ناقل اقتصادي آخر فتصدم بأنه قام بتعليق جميع رحلاته لأنه تقريبا «فلس»! فعلا أمر موجع، وتستغرب كيف يحدث هذا؟ ورغم أن الخطوط الاقتصادية كررت أكثر من مرة شكواها من المعاملة غير العادلة، تصريحا وتلميحا، واجتماعات مع هذه الجهة، فسعر وقود الطائرات يباع لها بأكثر من سبعة أضعاف السعر الممنوح للخطوط السعودية، وأوامر الإركاب الحكومية التي تستأثر بها أيضا الخطوط الرسمية، عوضا عن المحطات الإلزامية «غير المجدية اقتصاديا» ودون أي مساعدات حكومية. فالمطلعون على خبايا أي ناقل اقتصادي يعلمون بالمعاناة المريرة التي يكتوي بها المواطن أيضا، ولنتساءل فعلا: ماذا قدمت لهذا الطيران الاقتصادي المدعوم في أي دولة بالعالم؟ خصوصا في ظل حكومة الملك عبدالله وميزانية الخير وأمره المسؤولين بتسهيل خدمة المواطن. شعار الجهة المشرفة على الطيران: «من خرج من داره قل مقداره».