أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، أن التراث مصدر إلهام متفق عليه دوليا يؤكد الرباط الإنساني والقواسم المشتركة بين الحضارات، وكيف تبلورت الأحداث والتحولات الفكرية والاجتماعية عبر التاريخ، ودونتها الذاكرة التراثية والأثرية للأجيال المتعاقبة، كما أنه شكل من أشكال إيجابية الإسلام ووسائله المعبرة عن مكنوناته ورمزيته وعلاقته بالأديان المقدسة والثقافات التي يجب أن تصل بطريقة سليمة للآخر، باعتباره دين عطاء ومحبة وسلام. وأشار خلال استقباله في مكتبه بجدة، أمس، خبير التراث مدير المركز الدولي لدراسة وحماية الآثار والتراث بمنظمة اليونسكو «الأيكروم» منير بوشناق، بحضور سفير المملكة الدائم لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، إلى الجهود المبذولة حاليا لضم مدينة جدة القديمة إلى قائمة التراث العالمي، بوصفها رمزا تاريخيا لا تزال تنبض بالحياة عبر شوارعها وعمرانها وسكانها. وأعرب الأمير فيصل بن عبدالله عن تقديره للعلاقة الأصيلة بين المملكة واليونسكو والتي تطورت كثيرا في الأعوام الأخيرة، لافتا إلى أن المملكة تحمل رسالة عظيمة ومبدأ إنسانيا يهدف للخدمة والمساعدة وإيجاد الحلول؛ انطلاقا من الرؤية التي تبناها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته للحوار بين الثقافات والتعايش والتسامح، وهي تؤكد مجتمعة إيجابية الإسلام وأن هذا الدين القويم مكمل للأديان وخاتمتها. وأكد أن علاقة المملكة مع اليونسكو تتطور باستمرار من خلال المشاريع القائمة والمستقبلية، مشيدا بالجهود المهنية التي تبذلها مندوبية المملكة لدى اليونسكو وكان لها أثرها الواضح فيما تحقق وما سيتحقق قريبا. من جهة أخرى، أشاد المسؤول الدولي بالجهود التي تبذلها حكومة المملكة للحفاظ على التراث، بوصفه قاعدة للتعريف والتعرف والعلاقة بين الشعوب، مشيرا إلى أن إضافة الدرعية وقبلها مدائن صالح إلى قائمة التراث العالمي إلا تأكيد على أهمية هذين الرمزين للدلالة على ما تحفل به المملكة من كنوز تراثية وأثرية لحضارات أزلية. وأوضح بوشناق أنه زار مدينة جدة القديمة والتقى المسؤولين، معربا عن قناعته- بوصفه متخصصا في التراث- بقيمتها التي جمعت شعوب العالم في مشهد لا يتكرر كثيرا كون جدة ملتقى الحجاج «فهي تحمل قيمة عالمية غير مادية، علاوة على النسيج العمراني الذي لا يزال معبرا عن روح المدينة التاريخي». من جهة أخرى، أصدر الأمير فيصل بن عبدالله قرارا يقضي بتشكيل لجنة إشرافية عليا لرياض الأطفال بالوزارة برئاسة نائب الوزير لشؤون البنات نورة الفايز، تتمثل مهامها في متابعة تنفيذ خطة التوسع المعتمدة لرياض الأطفال للعام الدراسي 14311432ه، وتذليل الصعوبات التي تعترض تنفيذها، والإشراف على إعداد خطة خمسية لرياض الأطفال للأعوام الخمسة المقبلة. إلى ذلك، وجه وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، بتنفيذ مشروع الاحتفاء باليوم الوطني ال80 للمملكة في الأسبوع الثاني من بداية الدراسة للطلاب والطالبات وفق الأطر واللوائح المنظمة لذلك، حيث إن موعده هذا العام يأتي ضمن أيام إجازة رسمية للطلاب والطالبات. وأكد في تعميم أصدره لكل إدارات التربية والتعليم، أهمية الإشارة أثناء التنفيذ إلى اليوم والتاريخ الفعلي للمناسبة ورصد وتوثيق ما يتم من فعاليات .