لا تزال عائلتا البحارين المفقودين في عرض البحر منذ رمضان الماضي تعيشان على أمل العثور عليهما حيين بعد أن اختفيا عقب رحلة صيد قاما بها قبل عام، رغم عمليات البحث المكثفة التي نفذتها دوريات حرس الحدود للعثور على أي دليل يوصلهم إليهما أو إلى قاربهما. وبحسب تأكيدات بعض زملاء البحارين حسن آل جبران وحسن آل حبيب «25 عاما» والذين شاركوا في البحث عنهما فإن القارب الذي حملهما لم يغرق لأنه مصنوع من الألياف الزجاجية «فايبرجلاس» وبالتالي فإن كان هناك أي حطام أو بقايا للمركب فستظل تطفو. القارب «مناير الأول» الذي خرج به البحاران خاض أكثر من 30 رحلة في البحر دون أن يتعرض لأي عطل، كما أنهما اعتادا الخروج به لمناطق قريبة وغالبا ما تكون حول منطقة حقل أبو سعفة القريبة من البحرين، حيث لا تستغرق رحلاتهما أكثر من يوم تعقبها فترات استراحة طويلة قبل أن يعاودا الكرة ثانية، فهما يمارسان الصيد على سبيل الهواية. ويعيش البعض على أمل أن يكون البحاران تعرضا للاختطاف من قبل قراصنة في المياه الدولية، لكن عدم ورود أي اتصال لذويهما بشأنهما للمطالبة بفدية يجعل من هذا الاحتمال غير وارد، كما رجح بعضهم بأنهما ربما تعرضا للاحتجاز من قبل أجهزة أمن إحدى الدول القريبة، إلا أن حرس الحدود أكد أن التعاون بين أجهزة حرس الحدود يلزم أي دولة بالإبلاغ عن البحارة الأجانب المقبوض عليهم في المياه الإقليمية الخاصة بها، وتبادل المعلومات حول الأدلة حول غرقهم أو تحطم قواربهم وهو ما لم يحدث حتى الآن. وقال والد الشاب حسن الحبيب إن ابنه كان طموحا ويحب البحر منذ صغره وبدأ في دخوله منذ سن صغيرة، حتى أنه عمل في شركة صيانة وتشغيل باسم بحار، حيث كان يبحث عن عمل مرتبط بالبحر وهوايته في صيد الأسماك.: «والدته لا تزال تعيش وضعا نفسيا سيئا خاصة بعد مرور عام على غيابه». ويأمل شعيب آل جبران شقيق المفقود البحار حسن أن تردهم أي أخبار عن المفقودين، فهم متمسكون بالأمل لآخر لحظة رغم اختفائهما منذ عام «شقيقي صياد وسباح ماهر ويجيد الغوص والسباحة ولا خوف عليه من الغرق، وإحساسنا يقول إنهما حيان وسيعودان يوما». من جانب آخر أكد المتحدث باسم حرس الحدود العقيد محمد الغامدي أن دوريات حرس الحدود مشطت مناطق واسعة في البحر عن طريق الجولات البحرية والغوص: «جرت اتصالات مع قيادات حرس الحدود في الدول المجاورة وجميعهم أكدوا عدم وجودهما لديهما»، مشيرا إلى أن قيادة حرس الحدود أوقفت البحث عنهما خاصة أنه لم يتم العثور على أي أثر لقاربهما. وتابع: «هذه هي المرة الأولى التي يحدث مثل هذا الأمر» .