لا يزال الجازانيون يحرصون على أحد مظاهر رمضان الأصيلة وهي الإفطارات الجماعية، فلا يكاد يخلو حي داخل مدينة جازان أو منزل من تلك المشاهد التي تعكس محبة الناس وتواصلهم خاصة في هذا الشهر الكريم الذي يعد فرصة للم شمل الأهل والأقارب الذين باعدتهم مشاغل الحياة. وذكر الشاب فيصل مهدي، أن الهدف من هذه الإفطارات الجماعية هو تقريب الناس وإشاعة أجواء المحبة وإزالة الحواجز بينهم، مشيرا إلى أن شباب الحي يجتمعون لدى أحدهم ويحضر كل منهم ما تجود به نفسه من الطعام ليوضع كله في مائدة واحدة. وأضاف الشقيقان حسن ووجدي غليسي، أنهما يحرصان كل عام على المشاركة في إعداد هذه الموائد إما في منزلهما أو في منزل قريبهما وجعلها فرصة لمقابلة الأصدقاء والأقارب وتبادل الحديث في أجواء رمضانية جميلة، إضافة إلى تأليف القلوب ومد جسور العلاقات بين أبناء الحي والجيران والتعرف إليهم عن قرب وتلمس مشكلاتهم وهمومهم والمساعدة في حلها. ولفتا إلى أن الحي يحرص على هذه العادة حيث يتم تنظيمها في أكثر من منزل. وذكر كل من علي بابريش وعمر خيري وقاسم عسيس، أن لهذه العادة السنوية الرمضانية أنصارا ومحبين يحاولون أن يحافظوا عليها بعد أن تغيرت ملامح المجتمع كثيرا وأصبح الناس ينزعون إلى الفردية والانعزالية. وطالبوا عمد الأحياء بالمساعدة على بقاء هذه العادة وتفعيلها داخل كل حي عن طريق كباره بدلا من وضعها الحالي الذي يعتمد على مبادرات الشباب فقط ومشاركتهم دون أولياء الأمور.