لم تفلح الساعات وأدوات التنبيه المختلفة في أجهزة الجوال في إقصاء مدفع رمضان بمكةالمكرمة من أداء دوره في تنبيه الصائمين بموعدي الإفطار والسحور، وينطلق صوت المدفع من جبل بمكةالمكرمة سمي باسمه «جبل أبو مدافع»، بالقرب من المسجد الحرام، حيث يتم نقله مع بداية شهر رمضان المبارك من موقعه بإدارة المهمات بحي العزيزية إلى الجبل لمباشرة مهامه في إطلاق طلقاته الصوتية، للإعلان عن دخول الشهر الكريم وموعد الإفطار وبداية وقت السحور والإمساك. ويطلق المدفع أربع طلقات في كل يوم: واحدة عند الإفطار، وطلقة في الساعة الثانية صباحا للإعلان عن بدء موعد السحور، وطلقتين عند الساعة الرابعة والنصف صباحا للإعلان عن موعد الإمساك، وهي طلقات من البارود فقط، وتحدث صوتا يسمعه معظم سكان مكةالمكرمة، ويباشر المدفع مهامه منذ الإعلان عن دخول الشهر الكريم بإطلاق سبع طلقات ابتهاجا بدخول الشهر الكريم، كما يطلق عددا من الطلقات ابتهاجا بدخول عيد الفطر المبارك ليبلغ مجموع الطلقات حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك نحو 150 طلقة بارود. ويتردد صدى الطلقات لمسافة عشرة كيلومترات في المنطقة المحيطة ب«جبل المدافع»، وبعد نقله من مقر المهمات بالعزيزية إلى جبل أبو مدافع تم وضعه على قاعدة حديدية تتوسطها عجلات لتحريك ماسورة من الصلب فوق قمة الجبل الذي يشرف على الأحياء الأخرى، ويقابل المسجد الحرام، وبعد انتهاء الشهر الكريم تتم إعادة المدفع إلى غرفة خاصة بمقره الأصلى، فيما يعد المدفع الحالي هو الوحيد في مكةالمكرمة بعد أن كان هناك نحو ثلاثة مدافع مساعدة له في كل من «جبل شماس» و«جبل النواري» و«الجموم»، لكنها توقفت عن العمل بعد انتشار الساعات ووسائل التنبيه المختلفة. ويذكر أن القاهرة هي أول مدينة انطلق فيها مدفع رمضان، بمصادفة غريبة حيث أراد السلطان المملوكي خشقدم عند غروب أول يوم من رمضان عام 865ه تجربة مدفع جديد وصل إليه. وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك .