قصر قرطاج هو مقر العمل الرسمي لرئيس الجمهورية التونسية الذي يضم مكتب الرئاسة ومكان اجتماع مجلس الوزراء واستقبال كبار الزوار والضيوف. ويقع القصر على ضفاف البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة قرطاج التاريخية وعلى بعد 15 كيلومترا شمال شرقي تونس العاصمة، ويطل على الآثار الرومانية الشامخة. وشيد القصر حسب نمط معماري عربي أندلسي، ويضم صالات تحمل أسماء شخصيات وطنية وتاريخية تونسية؛ مثل عبدالعزيز الثعالبي وأبو القاسم الشابي. ويوجد في القصر الديوان الرئاسي الذي يساعد رئيس الدولة في أداء مهامه، لا سيما في متابعة سير دواليب العمل. عرف قصر قرطاج رئيسين تونسيين هما الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، حيث تم تشييده بعد استقلال البلاد عن فرنسا في 20 مارس 1956 عندما أصبح مقرا رئاسيا بعد أن كان قصر باردو هو مقر الحكام السابقين. ويقع القصر على مقربة من موقع مدينة قرطاج التاريخية التي بقيت منها آثار ومعالم خالدة تشهد على عظمتها ومجدها الأثيل. وتعتبر قرطاج أو قرطاجنة من أهم ضواحي العاصمة التي تطل على خليج تونس أقصى الشمال الشرقي للبلاد. وازدادت قيمتها بعد تشييد القصر الرئاسي وبعد أن صنفتها منظمة اليونسكو موقعا تراثيا دوليا عام 1979. وهي مدينة اندثرت ولم يبق منها إلا أنقاضها. بناها الفينيقيون على الساحل التونسي عام 814 قبل الميلاد، حيث يروي التاريخ القديم أن ملكة صور ديدون اختلفت مع أخيها بجماليون على وراثة العرش وقامت بينهما نزاعات عنيفة انتهت بأن خرجت ديدون مع مؤيديها ليلا وأبحرت إلى السواحل الإفريقية الشمالية وانتهى بها المطاف إلى تونس، حيث اشترت من قبائل هناك مساحة من الأرض أقامت عليها مدينتها التي تحولت مع الزمن إلى قوة اقتصادية وعسكرية هددت الإمبراطورية الرومانية. وتقع آثار هذه المدينة اليوم على بعد 15 كيلومترا من تونس العاصمة. وقد نشأت قربها بلدة جديدة يقع فيها القصر الجمهوري حيث يقيم الرئيس زين العابدين بن علي منذ عام 1987 بعد أن تولى المنصب بعد الحبيب بورقيبة الذي قاد تونس منذ تاريخ إعلان الجمهورية عام 1957. وتونس اليوم هي دولة ذات نظام جمهوري ليبرالي. وينتخب رئيس الجمهورية لمدة خمسة أعوام ويقوم بتسمية الوزير الأول «رئيس الوزراء»، الذي يساهم في تنفيذ سياسات الدولة. ويتم تعيين الحكام المحليين للولايات والممثلين المحليين من قبل الحكومة المركزية، في حين يتم أيضا انتخاب مجالس بلدية. وتقع قرطاج في مكان مهم بين شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، ما سهل عليها التجارة، فذهبت سفنها إلى كل أنحاء البحر، من المشرق حتى أبعد من موريتانيا غربا، وأسس رجالها مدنا صغيرة على سواحل صقلية والمغرب وسردينيا وإسبانيا. وأيضا بدؤوا استعمار بلاد تونس نفسها، بعد أن كانوا أصلا يسكنون السواحل فقط خوفا من الحرب مع البربر. وأصبحت إمبراطورية قرطاج المركز التجاري للبحر الأبيض المتوسط كله قبل القرن الخامس قبل الميلاد. ووصل نفوذها إلى كل الأرجاء حيث قامت باحتلال جنوب إيطاليا وإسبانيا وشمال إفريقيا من ليبيا إلى المغرب وجزر المتوسط مالطا وسردينيا وصقليا. ووجدت بعض آثار قرطاج في جنوبفرنسا وفي النرويج .