لم يجد عامر عسيري المزارع الستيني وسيلة يتفادى بها إيذاء الطيور والقرود والبهائم السائبة التي تهاجم من وقت لآخر مزرعته في قرى تيه (55 كلم من أبها باتجاه محايل) سوى العودة إلى تلك الدمى الخشبية القديمة التي تعرف في بعض الدول ب«خيال المآتة» أو «الفزاعة» التي تكون على شكل الإنسان وتنصب بين المزروعات لتخويف الحيوانات وإبعادها، وذلك حتى لا يشعر بالذنب من موت شيء من تلك الطيور أو الحيوانات بسبب المصائد التي قد ينصبها لها، خاصة في هذا الشهر الفضيل على حد تعبيره. وذكر عسيري ل«شمس» أنه لجأ إلى هذه الحيلة القديمة التي هجرها المزارعون وأصبحوا يعتمدون على شراء المحاصيل من السوق. وذكر أن الحيلة بسيطة لكنها مؤثرة جدا وتعطي نتائج جيدة في مكافحة الطيور والحيوانات الهائمة «الفكرة تتمثل في توفير ألواح وأخشاب ثم تغطيتها بملابس حتى تظهر بشكل الإنسان وهو ما يجعل الحيوانات تتراجع عند مشاهدتها». ولفت إلى أن البعض كان يستخدم المصائد للقبض على الحيوانات أو إيذائها أو احتجاز الأليفة منها كالأبقار والإبل حتى يأتي أصحابها ويتم التفاوض معه لإطلاق سراحها «لكنى وأولادي جربنا هذه الدمية الخشبية وكانت نتائجها مجدية جدا، لكنها فقط تحتاج إلى مراجعتها من وقت لآخر لصيانتها من أثر الرياح أو تغيير موقعها». واستحسن محسن محمد، عامل مزرعة يمني، هذه الحيلة، مشيرا إلى أن المزارعين كبار السن في القرية يعتمدون عليها كثيرا في حماية زرعهم بعد أن ضاقوا ذرعا بهجمات القرود التي تبدأ قبل صلاة الفجر وتكبدهم خسائر فادحة، خاصة أنهم باتوا على مقربة من حصاد محاصيلهم نهاية شهر رمضان. وأضاف أن بعض المزارعين يلجؤون أيضا إلى إضرام النار ليلا في الإطارات لإبعاد القرود عن مزارعهم. أما علي عامر فذكر أنه يقوم بمساعدة والده على حماية محصوله من هجمات الطيور والحيوانات سواء كانت قرودا أو حيوانات أليفة سائبة «الدمى الخشبية التي نستخدمها تسمى في اللغة الشعبية الخيال لأنها تضلل الحيوانات وتوهمها بوجود إنسان في المكان». وأشار إلى أنه يعكف على صنع العديد من تلك الدمى لتوزيعها على مختلف أركان مزرعتهم.