برأيكم ما دور إمام المسجد في الحي؟ مما لا شك فيه أن إمام المسجد له دور عظيم وتأثير بالغ في أهل الحي، وخاصة الشباب منهم، عبر التوعية والإرشاد والنصح والمتابعة العامة في الدروس والمحاضرات والندوات، والدروس الخاصة للرجال والنساء، فالإمام له دور كبير وهو القدوة، وعليه التعامل بالموعظة والحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، أضف إلى ذلك ما يتم هناك من دورات ولقاءات مستمرة بين أهالي الحي، سواء في المناسبات أو الأعياد أو في غير ذلك، ونحن ولله الحمد والمنة في هذا الجامع وهذا الحي بالتحديد، لدينا دورية كل شهر عند أحد جماعة المسجد، وكذلك اجتماعات في الأعياد وإفطار جماعي في أحد أيام رمضان المبارك. قمت برحلات دعوية متعددة.. ماذا وجدت هناك؟ لعل من أهمها الرحلة إلى طوكيو في اليابان، وكانت بصحبة الشيوخ سعد البريك ومحمد الماجد ومحمد بن إبراهيم السبر، ومجموعة من طلبة العلم، وكانت لمدة 21 يوما بالتحديد في المركز الإسلامي في طوكيو لإقامة بعض الدورات الشرعية والمحاضرات الدينية، وذلك على نفقة الأمير عبدالعزيز بن فهد، وكذلك رحلتي إلى كشمير التي كانت تابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكانت أيضا بصحبة الشيخين سعد البريك ويوسف العطير ومجموعة من الفضلاء المهتمين بأمر الدعوة، وهاتان الرحلتان لا أنساهما أبدا، حيث كانت فيهما فائدة عظيمة ونفع عظيم، وأيضا تعريف بحال إخواننا المسلمين في كشمير واليابان. ما طبيعة علاقتكم بالشيخ سعد البريك؟ الشيخ سعد البريك أخ عزيز وشيخ فاضل، وكانت بداية المشوار أنه كان يصلي معي صلاة الجمعة في مسجد الحقباني إذا لم يصل بمسجده، ثم بعد ذلك استمرت العلاقة بالشيخ سعد البريك، وكانت بيني وبينه محاضرات مشتركة، ثم تشاركنا في رحلات دعوية، ثم تطورت العلاقة إلى تنظيم درس في جامع الإمام أحمد بن حنبل في كتاب أيسر التفاسير، وأذكر أننا جلسنا ثمانية أعوام في سورة البقرة والدرس أسبوعي، وما زالت العلاقة الأخوية الحميمة مستمرة وقائمة، وكل منا يستفيد من الآخر، وقد استفدت من الشيخ سعد كثيرا، خاصة في أمر الدعوة إلى الله. خلال رحلاتكم الدعوية.. هل ترون أي حساسيات بين الدعاة أو عدم تعاون؟ بين الدعاة تعاون واجتماع وألفة، صحيح أنه في بعض الأحيان لا يخلو الأمر من حساسيات وعدم تعاون ومنافسات، وهي حقيقة من الشيطان، لكنها حالات شاذة والشاذ لا حكم له. هل تؤيد استخدام التقنية الحديثة في المساجد؟ أرى استخدام التقنية في المساجد وفي الدعوة إلى الله، فإن كل وسائل التقنية الحديثة الآن أو بعضها، سخرت في الشر، فيجب أن تسخر في الخير، ولعل من الأمثلة رسائل الجوال وما تحمله أجهزة النقال من بلوتوث وغيره، أصبحت وسيلة للدعوة إلى الله. إلى ماذا تحتاج المساجد من أمور يتطلب القيام بها؟ في مساجدنا نحتاج إلى أمور كثيرة، سواء في الدخول أو الخروج، ومنها مثلا وضع الأحذية في دورات المياه، لو ذهبت إلى بعض الدول تجد النظافة العجيبة في مساجدهم، حتى في دورات المياه، ومع أن وزارة الشؤون الإسلامية تبذل جهدا عظيما، إلا أن هناك قصورا في جوانب عديدة تحتاج إلى المزيد من الجهود، سواء كان من الأئمة أو المسؤولين عن الصيانة وغيرها في الوزارة. هناك من يرى أن إمام المسجد عليه مسؤوليات كثيرة، فما هي أهم هذه المسؤوليات؟ على إمام المسجد مسؤوليات كثيرة واجبة عليه تمليها تلك المكانة التي عين عليها، ومن أهم هذه المسؤوليات: إمامته للمصلين في أوقات الصلوات، والنصح والتوجيه والإرشاد والتعليم والإصلاح، وأن يكون قدوة حسنة في السلوك والتعامل والمظهر الشرعي اللائق، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فإن أكثر ما يؤثر في الناس حسن الخلق، فهو الباب الذي يقرب الناس من الإمام وغيره، وإمام المسجد مستشار مؤتمن ومرجع لسكان الحي، يستشار في أمور متعددة، وإلى جانب ذلك تنظيم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، والقراءة على جماعة المسجد في الكتب والفتاوى التي تحذر من الفساد والمنكرات في البيوت والأسواق وغيرها، ويجب عليه أن يطلع ويقرأ ويتثقف، ويتفقه في دين الله عز وجل، ويطور نفسه. كيف تنظرون لدور إمام المسجد في الحي والتعاون مع الأهالي؟ يخطئ من الأئمة من يفهم أن دوره ينحصر في إمامة المصلين أو إلقاء الخطب عليهم في يوم الجمعة فقط، فإمام المسجد صاحب رسالة سامية عالية، وهو مصلح اجتماعي بين المتخاصمين من جيران وأزواج في حيه، وهو حلقة وصل بين الباذلين والمنفقين، وإخوانهم المحتاجين من فقراء ومساكين من أهل الحي، بالإضافة إلى إقامة اجتماع دوري شهري للجيران وجماعة المسجد، فهو من أكبر الروابط في الحي. حلقات تحفيظ القرآن تتعرض للكثير من الهمز واللمز، وأنها تفريخ للإرهاب.. ما رأيكم فيما يقال؟ تنظيم حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في المجتمع المسلم ضرورة شرعية وتربوية، قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} النحل: 89، وحلقات التحفيظ ومدارسه من أفضل الوسائل للدعوة إلى الله وفق تعاليم القرآن الكريم، والتعريف بأركان الشريعة وثوابتها ومقاصدها في الحفاظ على الضرورات الخمس: «الدين، والنفس، والعقل، والعرض والمال»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين»، أخرجه مسلم. والهجوم على جمعيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تحديدا في المملكة واتهامها بتفريخ الإرهاب، ينطلق من عداء للإسلام ورغبة في تشويه صورته الناصعة، واستغلال للحرب العالمية ضد الإرهاب الذي أصبح لصيقا بكل ما هو إسلامي، فهذه الاتهامات جزء من الحملات العدائية القديمة .