اليانصيب هو: تلك المسابقة المدفوعة الأجر مسبقا «من المتسابق الأبله» بالتأكيد! صحيح أنها تمنح فرصا متساوية لكل المشتركين فيها للفوز بالجائزة الكبرى بغض النظر عن مستوى الدلاخة الذي يتمتع به المتسابق! ولكن من يصدق بأن هنالك «جائزة كبرى»؟ تقول الرواية إن نصابا عاش في العهد القديم بالمناسبة يتكيّف النصاب مع كل الظروف المكانية والزمانية احتاج أن يشتري حمارا فذهب إلى الريف واتفق مع بائع الحمير على شراء حمار ينحدر أصله من أجود وأنقى سلالات الفصائل «الحميرية» بمبلغ 200 ريال، دفع الرجل المبلغ على أن يحضر في الغد لاستلام حماره الأصيل! وفي الغد وفي موعد تسليم البضاعة فوجئ الرجل ببائع الحمير وهو يقدم له أحرّ التعازي وأصدق المواساة في حماره الذي لقي حتفه مساء البارحة إثر مرض عضال لم يمهله طويلا! وعندما طالب الرجل بماله أخبره البائع بأنه قد صرف المال ولا مجال لاسترجاعه! وبعد أن فهم الرجل أنه كان ضحية للعبة قذرة من قبل البائع طالب الرجل بجثة الحمار على الأقل من باب «العوض ولا الخسارة»! وبعد أن استغرب البائع من طلب الرجل وشك في قدراته العقلية سلمه الجثة ثم دعا الله العزيز القدير أن يسخرهما لبعضهما وأن يجمع فيما بينهما بخير! أخذ الرجل جثة الحمار وعاد بها إلى مدينته وهناك بدأ يمارس دور البائع الأول حيث لم يرقه أن يصبح هو فقط الضحية الأولى والأخيرة للحمار فأعد العدة وصار يطبخ على نار هادئة مؤامرة كبرى تستهدف أكبر شريحة ممكنة من «الدلوخ». فقام بنشر ملصقات غطى بها جدران المدينة وشوارعها عن مسابقة «يانصيب» وأن الفائز الأول سيحصل على جائزة لا تخطر على البال. وفي أسفل الإعلان وبالبنط الذي لا يراه أحد كتب هذه العبارة «سعر كوبون الاشتراك في المسابقة 50 ريالا»!