تزامنت العودة الحذرة للمستثمرين الأثرياء إلى الأسواق المالية بعد الأزمة العالمية، مع معاودتهم الاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة مثل السيارات واليخوت والطائرات الخاصة، والأعمال الفنية والمجوهرات والأحجار الكريمة والساعات. أوضحت مؤسسة باركليز ويلث المتخصصة في إدارة الثروات العالمية، أن الأحجار الكريمة والساعات جذبت الأثرياء خاصة من الشرق الأوسط، فيما احتلت المرتبة الثانية كأكثر الاستثمارات في المقتنيات الفخمة شعبية في أوساط مجتمع الأثرياء العالمي بنسبة 23 % في العام الماضي، وشهدت منطقة الشرق الأوسط وآسيا أضخم الاستثمارات في هذه الفئة بنسبة 35 % و31 % على التوالي. وذكرت أن السلع الكمالية الفاخرة مثل السيارات واليخوت والطائرات الخاصة الفاخرة، تصدرت استثمارات الأثرياء ووصلت إلى نسبة 30 % من الإنفاق الإجمالي لمجتمع الأثرياء على الكماليات الفخمة في سائر أنحاء العالم. وتوقعت «باركليز» ارتفاع إجمالي الطلب على المقتنيات الثمينة خلال العام الجاري بالتزامن مع ارتفاع مستويات الثروات الفردية، مبينة أن ما يؤكد صحة التوقع، تقارير شركات المزادات وصانعي السلع الكمالية الفاخرة ومزودي الخدمات رفيعة المستوى، التي أفادت أن هناك مؤشرات على تجدد الطلب على منتجاتهم وخدماتهم أواخر العام الماضي والنصف الأول من 2010. وأبانت أن مبيعات اليخوت الفاخرة تدهورت بنسبة 45 % العام الماضي، فيما زادت مبيعاتها بنسبة قاربت 30 % في أمريكا خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالعام الذي سبقه، ما يشير إلى انتعاش الطلب على السلع الكمالية الفاخرة. وأفادت بأن إنفاق المستثمرين الأثرياء على السلع الاستهلاكية الفاخرة مثل الحقائب والأحذية وغيرها من منتجات الماركات الفاخرة عاد إلى الارتفاع أواخر العام الماضي وبداية العام الجاري خاصة في دول مثل الصين والبرازيل في حين ظل فاترا في أمريكا الشمالية. وأشار بعض المستثمرين الأثرياء في استطلاع نفذته «باركليز»، إلى أنهم باتوا يستثمرون في المقتنيات الثمينة بصفتهم «مقتنين مستثمرين»، ويسعون لاقتناء تلك الأصول بسبب قيمتها الملموسة على المدى البعيد. وتمثلت الفئتان الأكثر استقطابا للمقتنين المستثمرين، في الأعمال الفنية وغيرها من المقتنيات الثمينة مثل النقود المعدنية والتحف القديمة وغيرها. وخصص أثرياء أمريكا الشمالية أكبر حصة من استثماراتهم بنسبة بلغت 31 % في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة، تلاهم أثرياء أوروبا وأمريكا اللاتينية بنسبة 30 % لكل منهما. وأفادت بأن الأعمال الفنية ظلت محور اهتمام الأثرياء باعتبارها استثمارا رئيسيا في المقتنيات الثمينة؛ إذ خصص المستثمرون في نهاية العام الماضي، نحو 22 % من استثماراتهم في المقتنيات الثمينة للأعمال الفنية، إلا أنه تنخفض عن 25 % تم تسجيلها عام 2008، فيما بدأت تنتعش مرة أخرى في 2010. وذكرت أن الأعمال الفنية في نظر المقتنين المستثمرين الأثرياء الذين يعتبرونه استثمارا ماليا بالدرجة الأولى، بقيت أكثر الأصول الثمينة استقطابا للاستثمارات نظرا إلى ارتفاع قيمتها بمرور الوقت. وأوضحت أن مبيعات النقود المعدنية والتذكارات ارتفعت العام الماضي، حيث سجلت أسعار بعض قطعها النادرة ارتفاعا حادا خلال المزادات التي أقيمت ذلك العام. فيما جاءت سائر فئات المقتنيات الثمينة «التحف وغيرها» في المرتبة الثانية من أفضليات المقتنين المستثمرين الأثرياء بعد الأعمال الفنية، بسبب قدرتها على تحقيق عائدات مالية والاحتفاظ بقيمة مرتفعة على الأمد البعيد. وأشارت إلى أنه رغم انتعاش سوق المقتنيات الثمينة في النصف الأول من 2010 إلا أن حجم الطلب عليها لا يزال أقل من مستوياته ما قبل الأزمة، مبينة أن الطلب بدأ في الازدياد على السلع الفاخرة منذ النصف الثاني من العام الماضي .