مع الاتجاه لتطبيق الاحتراف في الملاعب السعودية تظل حقوق الأندية من أهم العوامل التي يهدف إليها النظام من خلال تسجيل العلامات التجارية للأندية وشعاراتها. وعلى الرغم من خطوة تسجيل الشعارات الخاصة بالمحترفين ومناداة الأندية بحفظ حقوقها إلا أن القمصان المقلدة لا تزال تشكل سوقا كبيرة في جميع الاتجاهات. «شمس» بدورها اقتحمت السوق وتجولت في ثناياها وخرجت بالعديد من القصص التي بين أيديكم، فإليكم المحصلة: البداية كانت مع صديق مدير أحد المحال الرياضية الذي أوضح أن أكثر الشعارات المطروحة للخمسة الكبار الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب: «يأتي شعار الهلال أولا من حيث طلب الشعار ثم النصر والاتحاد والشباب أما الأهلي فهو الأقل طلبا، والأسعار موحدة تبدأ من 25 ريالا ويرتفع السعر حسب المقاس والجودة، بينما يتصدر ياسر القحطاني اللاعبين الأكثر طلبا من الجماهير ويليه نيفيز وويلهامسون، وفي النصر يأتي فيجاروا ومحمد السهلاوي وحسين عبدالغني وسعد الحارثي، وفي الاتحاد محمد نور وأبو شروان ونايف هزازي، أما الشباب فأبناء عطيف عبده وأحمد». وأشار إلى أنهم يحضرون الملابس جملة من البطحاء ويبيعونها مجزأة، مؤكدا عدم وجود تجاوزات إن كان القصد بيع شعارات الأندية: « لم يمنعنا أحد حتى نعد متجاوزين، فالأمر متاح للجميع والرزق على الله». وفي أحد الأحياء القديمة وسط الرياض أوضح مبارك صاحب أحد المحال أن شعارات أندية الهلال والنصر والاتحاد الأكثر طلبا، وأوضح: «أسعارنا رخيصة بالمقارنة مع بقية المحال بسبب حالة أهل الحي الاقتصادية وتبدأ من 15 ريالا ويرتفع السعر قليلا إذا كان الشعار المطروح جديدا ». وأضاف: « ياسر القحطاني من الهلال وسعد الحارثي من النصر ومحمد نور من الاتحاد هم أكثر اللاعبين طلبا، وبالنسبة إلى الملابس فهي مصنعة في إندونيسيا أو الصين ونحضرها بالجملة من البطحاء»، وكشف أن شباب الحي يأتون جماعة ويطلب بعضهم عرض الشعارات والبعض الآخر يقيس أكثر من قميص ثم يرتدي قميصه القديم فوقها ويخرج مستغلا انشغاله. ومن جانب آخر أكد شوال صاحب أحد محال تفصيل الملابس الرياضية أنهم يفصلون الملابس حسب طلب العميل: «حقيقة تأتي شعارات أندية الهلال والنصر والاتحاد كأكثر الشعارات طلبا لتفصيلها وتبدأ الأسعار من 80 ريالا للقميص ويرتفع السعر بحسب الإضافات التي يطلبها العميل، وأكثر اللاعبين طلبا من الزبائن هم: ياسر القحطاني وسعد الحارثي ومحمد نور»، وأضاف: « بعض الشباب يفصل ملابس ولا يحضر لاستلامها، وبعض الآباء يرفض تسديد القيمة إذا اختلفت ميوله عن ابنه ما يتسبب في خسارتنا أحيانا فنقوم بعرضها للبيع بأقل سعر». 130 ريالا للدرزن واتجهت «شمس» إلى سوق الجملة في البطحاء، حيث رفض معظم أصحاب المحال الحديث بحجة أن الإعلام سيقطع أرزاقهم إلا أن باتشا مدير أحد محال بيع الجملة أكد أنهم يوفرون جميع شعارات الأندية لأصحاب التجزئة على الرغم من تزايد الطلب على شعارات الهلال والنصر والاتحاد إلى جانب الشباب الذي اقتحم المنافسة،: « الأهلي هو الأقل طلبا بينما ينعدم الطلب على البقية والهلال يمثل 80 % من الطلب»، وأكد أن الأسعار موحدة تبدأ من 130 ريالا للدرزن ولصاحب محل التجزئة تحديد سعره بحسب زبائنه، مبينا أن الشعارات تصنع في إندونيسيا والصين وجدة. وفي موقع آخر أكد مدير أحد المحال عبد السلام «أبو محمد» أن سوق بيع الملابس الرياضية رائجة قياسا بعدد الشباب: «أكثر شعارات الأندية طرحا وطلبا هي الهلال والنصر والاتحاد، وتبدأ الأسعار من 130 ريالا للدرزن وترتفع بحسب جودتها ومكان صنعها، وبالنسبة إلى أكثر اللاعبين طلبا من محال التجزئة فهم: ياسر القحطاني وويلهامسون من الهلال وسعد الحارثي ومحمد السهلاوي من النصر ومحمد نور وسعود كريري ونايف هزازي من الاتحاد، وعند سؤاله عن حقوق الأندية المادية المهدرة أجاب بغضب: «أنا وش دخلني في الموضوع». عشق الأندية والشعارات وعلى صعيد الزبائن فأكد سلطان السليم أنه يشجع الهلال بجنون مبينا أنه ورث حبه من والده يرحمه الله: « كان والدي يطالبنا بتشجيع الهلال أحيانا بالترغيب وأحيانا بالترهيب حتى زرع هذا الحب في قلبي وقلوب أشقائي». وبين أنه دائما يرتدي شعار القناص ياسر القحطاني. وعن التجاوزات في محال بيع الملابس الرياضية أكد: « ان تفاوت الأسعار بين محل وآخر تجبرنا على زيارة أكثر من محل للحصول على أقل الأسعار». أما المشجع الاتحادي الوليد العبدالله قال «حبي للاتحاد لا حدود له في ظل وجود نجوم مميزين وتحقيق العديد من البطولات التي تجبر كل متذوق على تشجيعه». وأضاف: « والدي نصراوي ولكنه لم يتدخل للتأثير في ميولي، وربما أن والدي ترك لي الحرية بسبب بعد النصر عن البطولات لأعوام». ووضع الثنائي نايف هزازي ومحمد نور في مقدمة اللاعبين الذين يفضل ارتداء قمصانهما، مبينا أن الأسعار مناسبة. وأكد أنه يضطر إلى ارتداء شعارات أندية أصدقائه عند مرافقتهم إلى مقراتها حتى لا يمنعه حراس الأمن من الدخول. وقبل بداية التدريب في إحدى الساحات التي أنشأتها أمانة مدينة الرياض التقينا المشجع النصراوي وليد الشهري الذي أكد أنه يعشق النصر بجنون: « لا أتخيل نفسي ارتدي شعارا غير شعار النصر على الرغم من أن والدي هلالي الميول»، وأضاف: « على الرغم من محاولاته المستميتة للتأثير في وفي إخواني إلا أنه لم يستطع حتى وصلت الأمور إلى أنه يطردنا من المنزل عندما يلتقي النصر والهلال». وأبدى عدم اهتمامه بالأسعار طالما كان القميص يحمل شعار الجزيرة العربية باللونين الأصفر والأزرق: «سأشتريها أيا كان الثمن على الرغم من المبالغة الواضحة في الأسعار عند بعض المحال الكبيرة». وبين: « بعض المحال تتعمد رفع الأسعار قبل مباريات الأندية نظرا إلى إقبال الشباب عليها وهنا أتساءل: أين وزارة التجارة من مراقبة الأسعار؟». وأكد أنه يرتدي شعار النصر الكيان بصرف النظر عن اسم أو رقم لاعب معين. أما الشاب محمد البريدي فقد نشأ في بيت هلالي لأن والده يفرض على الجميع تشجيع الهلال، وبين أنه عندما كبر اتجه في البداية لتشجيع النصر من باب العناد وحب الاستقلال بالاختيار فكبر حب النصر حتى أصبح من المشجعين المتعصبين للنصر: «وصلت إلى عمر لا يستطيع معه والدي إجباري على حب الهلال فتركني وشأني». ووصف البريدي الأسعار بالمبالغ فيها وخصوصا أوقات المواسم في ظل تواضع الجودة بدليل اختفاء ملامح القميص بعد أول غسلة. واعترف أنه يخفي قميص النصر عن والده تقديرا له، مؤكدا أنه من النادر مرور مواجهات النصر مع الهلال دون حدوث مشكلات مع والده خصوصا عندما يسجل النصر. حقوق مهدرة وكان لمسؤولي الاستثمار في الأندية رأيهم، حيث أوضح عضو مجالس الإدارة في نادي النصر ومسؤول الاستثمار بدر الحربي أن حقوق الأندية مهدرة في هذا الجانب المهم على الرغم من قيامهم بتوثيق شعار النادي في الغرفة التجارية وبين: « تبقى وزارة التجارة مقصرة في القيام بدورها والخلل في المنظومة كاملة»، وأضاف: «المشكلة أن الشركات التي تتعاقد معها الأندية هي من يحضر الملابس المقلدة وكأنهم يمنحون البقية فرصة التقليد، ولهذا تبنينا في النصر موضوع الشعار كأول نادٍ يوقع عقدا استثنائيا واشترطنا على الشركة الموردة بأن تكون أصلية وهي الخطوة الأولى وسيعقبها إيجاد مواقع لبيع شعارات النادي الأصلية، وهذه الثقافة التي يجب توعية الجماهير بها من قِبل الأندية دون أن تنتظر الحماية من وزارة التجارة». عائق للاحتراف وأخيرا كان للمحامي خالد أبو راشد رأيه: « ما يحدث هو يمثل فوضى عارمة، وهذا الأمر يعد عاملا من عوائق الاحتراف، حيث من المفترض نظاما أن تكون هناك حماية قانونية لجميع شعارات الأندية وكل ما يتعلق بها فهي حق من حقوقها لا يحق لأي جهة كانت استخدام هذا الشعار وبيع المنتج دون الحصول على إذن النادي وحفظ حقوقه المادية والمعنوية، ولكن بكل أسف أن المحال تبيع الشعارات دون رقابة حقيقية، والمضحك المبكي أن الأمر وصل إلى بيعها أمام ملاعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فمادام البيع متاحا فستتعدد مصادر استيراد الشعارات ولو قامت وزارة التجارة بواجبها كجهة تنفيذية لها الحق في إغلاق منافذ البيع ومصادرة الشعارات لحافظت الأندية على حقوقها الضائعة من بيع شعاراتها» .