بعيدا عن الكلمات المدائحية والثناء، وبعيدا عن المزايدات، احتل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز– حفظه الله– مكانة عربية وعالمية جعلته محل ثقة الجميع، فالذين كانوا يؤمنون أشد الإيمان بأن السياسة تتمحور حول القدرة على المراوغة وتبدل المواقف وتلون النوايا، بدؤوا مع الملك عبدالله يغيرون نظرتهم تجاه قناعاتهم في فهم السياسة، إذ وجدوا أنفسهم يتعاملون مع قائد عربي يضع الصدق والنوايا الواضحة في أول أوراق أجندته السياسية. لذلك لم يكن غريبا أن يحظى باحترام كافة دول العالم ورجالاتها، فالسلام الداخلي الذي يعيشه خادم الحرمين ونظرته العميقة والهادئة للأحداث انعكست على قرارته السياسية من حب نشر السلام والوئام في كافة أرجاء دول العالم. لذلك لم يكن غريبا أن ترحب جميع الأقطاب الدينية ودول العالم بدعوته لحوار الأديان لمعرفتهم أنهم يتعاملون مع سياسي منصف يقدم العدل في الرأي والحكم على أي شيء آخر. وفي هذه الأيام التي تعيش فيها الأمتان العربية والإسلامية مرحلة حساسة ومهمة يبادر خادم الحرمين الشريفين بلم الشمل العربي وجمع الفرقاء العرب حول كلمة واحدة وموقف واحد، وكم كان مشهدا خالدا يؤكد مكانة خادم الحرمين في القلوب العربية عندما اصطفت كافة قيادات الأطياف اللبنانية في استقباله وهي التي نادرا ما تجتمع في مكان واحد. ولا نبالغ إن قلنا: إن خادم الحرمين الشريفين دخل التاريخ كأحد زعماء السلام العالميين فمنذ توليه الحكم- حفظه الله- وهو يحاول بشتى الطرق لم الشمل العربي وتحقيق سلام عادل في المنطقة، بل في العالم أجمع. اصطحابه للرئيس السوري في طائرته الخاصة والبيان الذي شدد على التزام اللبنانيين باتفاق الطائف والدوحة؛ أمور تدل دلالة واضحة على أن ما يهم خادم الحرمين الشريفين هو تحقيق الوفاق العربي. السلام الذي يحققه قائد أو زعيم مثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو سلام حقيقي مبني على إخلاص النية والعمل بوضوح ضمن أهداف إنسانية نبيلة وواضحة، وما حققه ملك الإنسانية خطوات مباركة يفخر بها كل سعودي.