تنطلق في العاصمة البرازيلية برازيليا غدا، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، بحضور ألفي خبير ومتخصص في مجال الآثار من مختلف جهات العالم، إضافة إلى سفراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء لدى المنظمة. وتستعرض اللجنة في المؤتمر عددا من المواضيع والقضايا والاتفاقيات في مجالات الحفاظ على التراث العالمي، وتعزيز ثقافة التنوع الثقافي والتراثي بين الشعوب، وكذلك دراسة الطلبات التي تقدمت بها الدول الأعضاء لضم مواقع جديدة إلى لائحة التراث العالمي، حيث تبدي المجموعة العربية باليونسكو اهتماما ودعما لملف حي الطريف بالدرعية، الذي يعد الموقع العربي الوحيد الذي سيناقش إدراجه في لائحة التراث العالمي بهذه الدورة. إلى ذلك، تواصل المندوبية الدائمة للمملكة في اليونسكو جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم والتأييد لإدراج الدرعية في اللائحة العالمية، حيث قام سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، بعدة زيارات ولقاءات مع نظرائه من سفراء الدول الأعضاء لدى اليونسكو لكسب التأييد والدعم للملف السعودي الذي أعدته بصورته الفنية المتكاملة الهيئة العامة للسياحة والآثار بإشراف نائب رئيس الهيئة الخبير الآثاري الدكتور علي الغبان. وكان المجلس الدولي للآثار والمواقع «إيكوموس» أبدى بعض التحفظات الفنية على ملف الدرعية، مما تطلب تحركا على المستويين، الفني بتقرير توضيحي من هيئة السياحة، ودبلوماسي من المندوبية الدائمة للمملكة بحشد التأييد من الدول الأعضاء، خصوصا في حال لم يتم قبول الموقع أثناء النقاش العام وتم اللجوء إلى التصويت. وظل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، متابعا باهتمام التفاصيل الإجرائية، دبلوماسيا وفنيا، من أجل إعداد ملف الدرعية بالصورة التي تتلاءم مع تطلعات الآثاريين لضمها إلى لائحة التراث العالمي، ليس من منطلق مكانتها التاريخية والثقافية فحسب، بل من حيث إنها تمثل نموذجا للطراز العمراني الطيني الذي يحظى الآن باهتمام عالمي من دارسي ومتخصصي الأنماط العمرانية بالمواد البيئية، كالبناء الطيني الذي تمثل الدرعية نموذجا قائما من هذا النمط. وستعلن لجنة التراث العالمي في المؤتمر موقفها من 42 موقعا تقدمت بها الدول الأعضاء لإدراجها في لائحة التراث العالمي. وكانت اللجنة قد درست في مؤتمرها الذي عقدته العام الماضي في مدينة إشبيليا الإسبانية 37 موقعا، تم قبول تسجيل 12 منها فقط في لائحة التراث العالمي.