أحجمت العديد من المطاعم في الجبيل عن تلبية التوصيل للمنازل، للطلبات التي يتلقونها من الشباب، بعدما تعرض عدد من الموظفين لعمليات سطو. ويبدو أن بعض المراهقين امتهنوا حيلة جديدة للتلاعب على بعض المطاعم الشهيرة، التي وجدت نفسها في حيرة من أمرها، أمام رغبتها في تلبية الطلبات عبر نظام «الديلفري»، وخوفها من تعرض أفرادها لسطو واعتداء تجعلها تخسر يوما بعد يوم. ويتصل الشاب بالمطعم الشهير، طالبا وجبة تزيد قيمتها في بعض الأحيان على 500 ريال، ويحدد الوصف لعنوان وهمي في أحد الشوارع، على الرغم من أنه لا يسكن في ذلك الشارع، وفور وصول سائق سيارة توصيل المطعم إلى العنوان المتفق عليه، يبادر المتصل ومعه مجموعة من أصدقائه، لمهاجمته والاستيلاء على الوجبات منه، بينما تعرض بعض السائقين إلى حالات سطو أخرى بسرقة جميع محتويات محفظته من نقود أو جوال والفرار بالغلة. وفيما باتت بلاغات المطاعم تتوالى على شرطة الجبيل، تخوف العديد من السائقين من رحلات التوصيل للمنازل. سائق توصيل يعمل في أحد المطاعم حافظ محمد - 28 عاما - روى قصة الاعتداء عليه من مجموعة من المراهقين –على حد وصفه : « وصلت إلى العنوان المحدد، ليفاجئني أحد الشبان، بأخذ سلة الوجبات من يدي، وفيما حاولت متابعته إذا بأربعة آخرين يحاصرونني بجوار السيارة، ويمسكون في أيديهم أحجارا ضخمة، وفيما اعتدى علي بعضهم، انشغل الآخرون بتفتيش محفظته، محاولا الاستيلاء منها على النقود، عندها انفجرت في الصياح، بأعلى صوتي، على بابا، ليسارع الشبان إلى الهرب، ما أكد لي أنهم ليسوا لصوصا محترفين، بل مجموعة مراهقين، امتهنوا السطو في فترة الصيف». أوسعوني ضربا لكن السائق الآخر زاهر - 29 عاما – الذي تعرض لموقف مماثل، وجد نفسه مصابا في حادثة الاعتداء عليه: «فوجئت بتجمهر خمسة شبان على سيارتي، وقاموا بالاعتداء علي، وسرقة محفظتي إضافة إلى طلب الوجبات، ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا علي ضربا مبرحا، حتى كدت أفقد الوعي». إيقاف التعامل وذكر مدير مطعم في الجبيل علي حجاجي أن سائقهم من جنسية شرق آسيوية تعرض للحادثة نفسها وسرقة مبالغ مالية تقدر بألفي ريال وسرقة جواله، كما تعرض للضرب المبرح منهم، الأمر الذي اضطر إلى تنويمه في أحد مستشفيات الجبيل لمدة يومين نتيجة تعرضه لرضوض في أجزاء من جسده، ومنحه الطبيب المعالج إجازة لمدة يومين إضافيين للراحة: «علمتنا الحادثة إيقاف توصيل الطلبات لبعض الأحياء بالجبيل، خوفا من تكرار هذه الحادثة، كما أننا لم نعد نثق بطلب بعض الشباب حين يقومون بالاتصال علينا ويطلبون توصيل الطلب لهم خوفا من هذه المواقف». الحضور أولا وأوضح مسؤول في أحد المطاعم في الجبيل عبدالنور السيد أنه رفض توصيل الطلبات لأحد الشباب: «بدأنا نشترط حضور الشاب شخصيا لمقر المطعم للتأكد من الطلب، وسائقونا باتوا أكثر خوفا من قبل، ولم نعد نعطيهم مبالغ مالية كبيرة خشية تعرضهم لمثل هذه الحوادث كما أننا وفي حالة تأخر أحدهم نقوم بالاتصال عليه للتأكد من سلامته، لكننا نعترف بأننا إذا استمررنا على هذا الحال فسنتعرض للخسارة، لاعتمادنا على التوصيل المنزلي بدرجة تزيد على 50 من حجم المبيعات اليومية، لكننا مضطرون لذلك المنع خصوصا لبعض الأحياء، أو التي يطلبها الشباب، لكننا نخشى من الأيام المقبلة التي تمثل لنا موسما في ظل العطلة الصيفية». لكن عددا من الشباب في الجبيل رفضوا تعميم الأمر على أنه ظاهرة، لأن هذا الأمر هو الذي يفقد الثقة فيهم كشباب: «طالما عززنا الإيجابيات، ويجب ألا نستمع للبعض الذي يحاول تشويه صورة جميع الشباب في المحافظة». وبين علي الراجحي، 22 عاما، أنه لا ينكر وجود شواذ في كل قاعدة، لكن على المطاعم أن تفرق بين الشواذ والقاعدة الأصلية، صحيح أن البعض يلجأ لمثل هذه الأفعال والممارسات الخاطئة التي لا يميز فيها بين الصح والخطأ، لكن الأصح أن شباب الجبيل يرفضون أنفسهم مثل تلك التصرفات التي لا تمثل إلا مرتكبها فقط». ودعا عمر الغامدي، 24 عاما- المطاعم إلى مواصلة عملها الاعتيادي، لأن الحالات المذكورة لا تعد على أصابع اليد الواحدة: «إذا كان الشباب يمثلون حسب تصوري جمهورا عريضا من رواد محال الوجبات السريعة بنسبة لا تقل عن 75 % فكيف يمكن أن تتصرف المطاعم مع هذه الحالات؟ وأعتقد أن رجال الشرطة أيضا قادرون على حسم الأمر، لذا يجب ألا تتزعزع الثقة في الشباب لوجود بعض الحوادث الفردية هنا أو هناك» .