أوضحنا في المقال السابق أبطال الرواية وكيفية بدايتها ومن أبطالها المحتملون، واليوم نستوفي فصلها الثاني الذي يدور داخل قاعات المحكمة الأمريكية والأسباب والطلبات التي تقدمها الزوجة السعودية لطلب الطلاق من زوجها أمام المحكمة، والحقيقة الأسباب قد تكون عديدة ومختلفة، ولكن أكثرها استخداما وفاعلية وتحقيقا لنتائج مؤثرة وقوية هي عدم التوافق العاطفي والتجاوب النفسي، وتسرد الصفحات وتملأ العبارات معبرة عما تعانيه من إحباط وأضرار نفسية لحقت بها من زوجها وما ساهم به في حدوث اهتزاز عنيف في اعتدالها النفسي مما أفقدها قدرتها على التجاوب ومشاركة الآخرين في حياة صحية، وعادة لا يكتفي بهذا السبب بل يجب أن يتم دعمه وتقويته، ومن أكثر الأساليب الضالة والناجحة هي أن يتم ذكر أن الزوج لديه ميل واعتناق لأفكار سلفية ووهابية خاصة أن أصوله الشرق أوسطية تساعد على انتهاجه لهذا الفكر متأثرا بتربيته ونشأته ما تخشى معه على نفسها وأبنائها التأثر بمثل هذه الأفكار والمعتقدات التي ستحرمها هي وأولادها القدرة على التكييف والتواؤم في المجتمع الأمريكي، وبناء على هذا فإنها تطلب حضانة الأطفال وعدم اقتراب الزوج منهم والوصاية القانونية عليهم وإدارة شؤونهم وألا يراهم إلا بإشراف قضائي ولفترة محدودة «عادة لا تتجاوز الساعتين أسبوعيا» بوجود مراقب حتى لا يغرر بهم هذا، إضافة إلى الطلاق ونصيبها في الثروة والأملاك التي ساهمت بشكل كبير في تحقيقها خلال فترة الزوجية، إضافة إلى ما هو عجيب وغريب النفقة، والنفقة يا سادة هناك ليست كما عندنا، مبلغ لا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال شهريا للطفل، بل النفقة هناك تفصيلية، فهي تطلب نفقة سكن ونفقة تعليم ونفقة صحية، وكذلك نفقة معينة، فإحدى الحالات حكم عليه بنفقة شهرية وصلت إلى ثمانية آلاف دولار لطفلين. والغريب أنه في معظم الحالات يحكم للزوجة بما طلبته وتصبح الكارثة أمرا واقعا وحقيقة لا خيالا. والسؤال الصعب ماذا يترتب على ذلك والسؤال الأصعب ما الحل؟ وتكملة ذلك كله في المقال القادم.