لم يخذل أفضل جيل كروي يمر على إسبانيا آمال جماهيره بعد نجاحه في الوصول إلى المباراة النهائية في كأس العالم، للمرة الأولى في تاريخه، إثر فوزه أمس الأول على المرشح الأبرز لنيل اللقب المنتخب الألماني بهدف نظيف، أحرزه قائد فريق برشلونة كارلس بيول برأسية محكمة، عجز عن إبعادها الحارس الألماني نوير. وبتشكيلة مدججة بالنجوم يتقدمهم الحارس إيكر كاسياس وضابط إيقاع وسط الميدان تشافي هيرناندز، وهداف كأس العالم دافيد فيا، بالشراكة مع ويسلي شنايدر، استطاع الإسبان صناعة تاريخ كروي جديد للمنتخب بتحقيقهم أولا بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة للمرة الأولى منذ الخمسينات، ومن ثم الوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، حيث كان أكبر إنجازات المنتخب الإسباني هو الحصول على المركز الرابع. وأصبح المنتخب الملقب ب «الماتادور» رابع بطل للقارة الأوروبية، ينجح بعد ذلك مباشرة في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم، وسبقه منتخبا إيطاليا في 1970، وألمانيا في مونديالي 1974 و 1982، علما بأن فرنسا استطاعت القيام بفعل مشابه بعد أن حققت كأس العالم 1998 وحصدت بعدها لقب كأس الأمم الأوربية عام 2000. وبعد أن تأهلت للمرة الأولى لنهائي «المونديال» أصبحت إسبانيا المنتخب ال 12 الذي يصل إلى المباراة النهائية منذ انطلاقة كأس العالم قبل 80 عاما، بعد أن ظل نهائي البطولة حكرا على منتخبات معينة، على رأسها البرازيل وألمانيا أكثر من وصل إلى تلك المرحلة. وفي السياق نفسه التحق المنتخب الإسباني بركب المتأهلين للمباراة النهائية بعد الخسارة في مباراة واحدة، وسبقه في ذلك عشرة منتخبات. ورغم أن الإنجاز الذي حققه المنتخب الإسباني يعد وطنيا، إلا أن الصحف انقلبت كعادتها بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد، حيث رأت الصحف التي تميل للثاني أن الإنجازات التي تحققت لعب فيها فريقهم الدور الأبرز، مستدلين بوجود ستة لاعبين في التشكيلة الأساسية للمنتخب «كارلس بيول، جيرارد بيكيه، ديفيد فيا، تشافي هيرناندز، أندرييس أنيستا، وبيدرو رودريجز»، مضيفين أن المدافع بيول كان «أسدا» داخل الميدان، وكان وحده السبب في الوصول إلى النهائي. وبسبب ذلك شهد إقليم كاتلونيا موطن فريق برشلونة، احتفالات صاخبة بالإنجاز الذي تحقق، على الرغم من كره ساكنيه لإسبانيا، وسبق أن طالبوا الحكومة بفصل الإقليم عن البلد، مثلما هو معمول به في إمارة موناكو المستقلة تماما عن فرنسا، ورددت الجماهير أثناء احتفالاتها «بيول قائد هنا وقائد هناك» في إشارة إلى لاعبها الذي سجل هدف الفوز على ألمانيا، وأنه القائد الحقيقي للمنتخب على الرغم من أن الحارس كاسياس هو الذي يحمل الشارة. وعلى الجهة الأخرى، ذكرت الصحف التي اشتهرت بميلها لصالح الريال، أن المدرب فيسنتي ديل بوسكي الذي درب الفريق في بداية الألفية الجديدة وحقق معه ألقابا عدة، على رأسها الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا كان «مهندس» الإنجاز، ولن يستطيع نجوم «الماتادور» التغلب على الألمان على وجه الخصوص من دونه. وأصبح المنتخب الإسباني مرشحا فوق العادة لربح اللقب، واكتسح نسبة التصويت في استطلاعات الرأي للفائز بالبطولة بين إسبانيا وهولندا، حيث وصلت نسبة توقع الفوز لصالح الإسبان 82 % مقابل 18 % فقط لهولندا في صحيفة «الموندو» المحلية، فيما جاءت النسبة على شبكة سكاي الإخبارية البريطانية 68 % وحصل منتخب «الكرة الشاملة» على 32 % من إجمالي الأصوات. وإن كان هنالك خاسر في إنجاز إسبانيا، سيكون المدرب الأسبق لويس أراجونيس الذي انتقد المنتخب الحالي في بداية البطولة، وشكك في قدرات المدرب فيسنتي ديل بوسكي، حيث ركزت وسائل الإعلام المحلية على تصريحاته التي أطلقها ضده مسبقا، وطالبته بالاعتذار عما قاله، وأن يترك طابع الغيرة وراءه ويقف وقفة صادقة مع منتخب بلاده الذي بات قريبا من حصد لقب أكبر تظاهرة رياضية على الإطلاق