بمجرد ذكر أهم المدن الأوروبية من الناحية السياحية يتبادر إلى الذهن العاصمة الهولندية أمستردام، حيث يجد السائح كل ما يحتاج إلى رؤيته من المتاحف والأماكن التاريخية والساحات الشهيرة بالإضافة إلى المسارح والأسواق التي تشتهر بها العاصمة الهولندية. فإن كنت من محبي التاريخ الأوروبي القديم فإن أمستردام هي مبتغاك، فالمدينة التي تأسست في 1275، عندما بنى مجموعة من السكان جسرا يربط بين ضفتي نهر أماستل، دخلت أمستردام صراعات مع العديد من الأطراف أولها مع عدد المدن الهولندية على أثر ولائها للتاج الإسباني ضد الثورة الهولندية في نهاية القرن ال16، وهو ما ساعد على نهضة المدينة اقتصاديا، ثم احتلالها من قبل جيوش الفرنسي نابليون بونابرت حتى احتلالها من قبل النازيين الألمان إبان الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تحريرها في عام 1945. لتنطلق نهضة المدينة في الخمسينيات من القرن الماضي. ويكمن الجمال في تاريخ أمستردام، في أنه احتفظ بكل تلك الذكريات من خلال المباني والشوارع، وأنشئت متاحف مخصصة لحفظ تاريخ المدينة، أهمها هو المتحف الوطني الهولندي الذي تأسس عام 1800، ويحتوي على جميع الأعمال التاريخية والفنية للهولنديين على مر العصور. كما يوجد هناك متحف الرسام الشهير فينسنت فان جوخ، يعرض جميع أعمال الفنان الشهير من بينها لوحته الشهيرة «آكلوا البطاطس» التي رسمها في 1885. بالإضافة إلى متحف المقاومة الهولندي الذي يحتوي على صور وملصقات ومواد سمعية ومرئية تتحدث عن الفترة المريرة التي قضتها أمستردام محتلة تحت حكم النازيين ما بين 1940 1945. بالإضافة إلى أعداد من المتاحف المختصة بالفنون الحديثة. أما إذا كنت عاشقا للتسوق فأمستردام هي من سيشبع رغباتك، حيث توجد العديد من الأسواق منها ما هو مفتوح في الهواء الطلق مثل «بلومنماركت» وهي سوق الزهور الوحيد العائم في العالم. أو مثل سوق «واترلوبلين» المختص ببيع كل ما هو مستعمل، من ملابس أو إلكترونيات وخلافه، حيث تعمل السوق كل يوم ما عدا الأحد. بالإضافة إلى عدد كبير من المتاجر العالمية ودور الموضة. كما سيجد عاشق المسرحيات والموسيقى ضالته في المسارح والقاعات المخصصة للموسيقى بأنواعها المنتشرة في أرجاء أمستردام، حيث تتصدر قاعة هينكن للموسيقى اللائحة بحفلاتها الموسيقية المكثفة على مدار العام، كما تبرز قاعة «ميلكويغ» في القائمة، حيث تقدم عروضا موسيقية ومسرحية وأيضا معارض للصور. .