كتبت قبل فترة في هذه الزاوية عن خطر تحول مرض السكر إلى وباء في السعودية، وعن المليارات التي يتسبب هذا المرض الخطير في هدرها، مع أنه منذ أكثر من عشرين عاما كانت هناك أصوات تنادي بمجابهته قبل أن يستفحل ويصبح في مرحلة يكون علاجه مكلفا إلى درجة التهام ما يقارب نصف ميزانية الدولة. وبالأمس القريب خرجت دراسة مهمة جدا ستوفر من ميزانية الدولة أكثر من أربعة مليارات ريال سنويا، تتحدث عن زراعة الكلى وعلاج الفشل الكلوي في السعودية. ومثل هذه الدراسات لا يجب إغفالها حتى لا ندفع الثمن غاليا نتيجة التباطؤ في دق ناقوس الخطر، أي معالجة الكارثة بعد حدوثها. لقد أعطانا إهمالنا لمرض السكر درسا لا يجب أن نكرره مع كل دراسة تتحدث عن خطة احتواء مرض مثل مرض الكلى، وما يثلج الصدر أن نسبة نجاح هذه الخطة 100 % بإذن الله، في حالة التزام الجميع بها. كل هذا النجاح والتميز لم يكلف المهتمين سوى ورشة عمل لأيام معدودة تم خلالها وضع خطة محكمة لتوفير 45 مليار ريال سعودي خلال عشر سنوات. إن مرض الفشل الكلوي يستحق الاهتمام في كل ما يتعلق بهذا المرض القاتل، فورشة العمل التي أقامتها جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية خلال الأيام الماضية واستضافت خلالها نخبة من الأطباء العالميين، تثبت أن العمل الناجح وإيجاد الحل لأصعب المشكلات لا يحتاج إلى تنظيرات وتحذيرات بين فترة وأخرى، بل يحتاج إلى البدء فورا بعقد ورشة عمل هدفها إيجاد حل، وليس التسابق من أجل الحصول على مبالغ الانتدابات، فالقضاء على مثل هذه الكوارث قبل حدوثها لا يمكن أن ينجح ما لم تتكاتف جميع الجهات الحكومية المعنية بها. لقد وضعت جمعية السرطان في هذه الخطة المحكمة الكرة في مرمى مجتمعنا وبعض جهاته الحكومية، لأن نجاح خطتهم التي أنجزوها بكل إخلاص وإحكام لا يعتمد عليهم، بل على جميع الجهات الحكومية التي سماها التقرير، فهل نتحرك قبل أن نجد أنفسنا أمام وباء خطير؟!