أعزائي القراء.. أبثكم رسالة وصلتني من امرأة سعودية، صغتها لكم بأسلوبي بعد أن ذرفتُ الكثير من الدموع وأنا أتفحص حروفها النازفة، إنها رسالة لوطننا الأخضر السامق مع الحب. (وطني أيها الأخضر الجميل.. أيها الحضن الدافئ الذي احتواني مذ لفظني بطن أمي، أيها السماء السامقة التي منحت روحي العزة و الكبرياء. وطني يا نغمة حب امتزجت بأنفاسي، وخفقة وفاء لا تزال تكبر معي. وطني الحبيب.. سأبثك تفاصيل معاناتي بانتظار يدك البيضاء التي ستمتد لتمسح دموعي وتمنحني الأمل بعد الله، فلقد اعتدتُ نقاءك وحنانك الفياض. وطني الجميل.. قبل سنوات طويلة تزوجتُ في ظرف معين رجلا غير سعودي، إلا أنه من عشيرتي. هو ابن هذه الأرض أيضا إلا أن جده هاجر وعاد بجنسية أخرى، أنجبت ذكورا و إناثا، وبذلت ما أستطيع لأعلمهم وأسترهم، فوالدهم كان يعمل لقوت يومهم لكنه قعد عن العمل حين كبر وأصبحت حركته قليلة وثقيلة، فزادت مسؤوليتي ومحنتي. أولادي بموجب النظام حصلوا على الجنسية السعودية في سن ال 18 فمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، فلقد تعلموا وتوظفوا وتزوجوا. أما بناتي.. فماذا أقول يا وطني؟ لقد باتت الحياة لهن دوامة باهتة بل مريرة، فلا وظيفة ولا علاج ولا دخل ولا أمل! وقد بات أمر زواجهن صعبا في ظل اشتراط الحصول على موافقة قبل تزويجهن. وطني.. بناتي قطعة من جسدي ووهج من روحي، هن امتداد لي، يحملن سحنتي ولهجتي وخفقتي، استفقن على سعف نخيل هذا الوطن وخيوط شمسه ونسمات هواه ونقاء رماله، فلم يعرفن سواه ولم يعشقن غيره، فلماذا يبقين أجنبيات في بلدهن؟ غدا سأرحل يا وطني فاستوص بهن خيرا. أحبك يا وطني فامسح دموعهن أيها النبيل). المرسلة: ابنة الوطن.