ترى سارة الخالدي أن الأمر غالبا ما يكون بالنسبة إلى الفتاة مجرد إعلام به وليس لأخذ الرأي: «لا تعرف الفتاة المعلومات الكافية عن زوج المستقبل، ما يؤثر في أحقيتها في الاختيار ومصداقية خيارها، ويجب عليها في نهاية المطاف الرضوخ والاستسلام، ولذلك أعتقد أنها تنبهر بمميزات الزواج نظرا إلى صغر سنها، وتنسى مسؤولياته فتوافق ببراءة الطفولة وتنسى واجباتها وما يجب عليها أن تعمل»، وتضيف: «يؤثر ذلك على سمعتها ونفسيتها سلبا، ما يمكن أن يؤثر على قرار ارتباطها مستقبلا ويجعلها ترفض الزواج». مرفوض قطعا وعما إذا كان الرد بالرفض يتم بمعرفة الفتاة أم مجرد تصريف ورفض من ولي الأمر، توضح زهراء الحسين: «في أغلب الأحيان تكون بعدم معرفة الفتاة، فإذا كانت فعلا محجوزة لا مانع، لكن إن لم تكن كذلك فالأمر مرفوض قطعا، وقد يكون لولي أمر الفتاة وجهة نظر في الموضوع، كعدم كون المتقدم لخطبتها كفؤا، ولكن في كلتا الحالتين لا بد من إخطار الفتاة بالمتقدم إليها». وعن التأثير السلبي للحجز على الفتاة: «قد لا يكون له تأثير سلبي مباشر بالضرورة بالنظر إلى صغر سن الفتاة، فبعضهم يحجز لحين انتهاء المتقدم من دراسته أو لغيره من الأسباب لحين توافر الظروف المناسبة للعقد، ولكن من جانب آخر قد يحمل بعض التأثيرات السلبية في نفسية الفتاة، نظرا إلى الأسباب التي قد تفك الحجز، خاصة إذا كانت الفتاة تعلقت بالخطيب أو بَنَت أحلاما مستقبلية لعلاقتهما معا». وتبدو «سميرة.ن» موافقة على الحجز بتحفظ: «عندما يتقدم للبنت غير ولد عمها أو خالها أو خالتها، فمن المؤكد أن ولي الأمر «يصرّف» العريس بعبارة «البنت محجوزة ما لك نصيب» والمسكينة لا تدري بالموضوع، ويمكن تعرف بالمصادفة من الناس، وغير ذلك فالبنت إنسانة ولديها مشاعر ومن حقها أن تختار من تعيش معه بقية حياتها، إذ من الممكن أن يكون قريبها ولد حلال، ولكن فكرة غصبها عليه أو حجزها له فيها انتهاك لحريتها وحرمانها من اتخاذ القرارات وكأنها قطعة أرض»، مضيفة أن من يرضين بهذا الواقع المرير «يفوتهن قطار الزواج ويصلن لسن العنوسة وابن العم المصون لم يقرر متى يأتي وممكن يغير رأيه ويتزوج غيرها، فما ذنبها هي؟». حق الرفض والقبول وتشير «سما. م» إلى أن الحجز قد يكون تصرفا رافضا من ولي الأمر إذا كانت العلاقة بين البنت وأبيها ليست قوية، أما إذا كانت قوية ومفتوحة فذلك يكون بمعرفتها: «وقد تنطوي هذه الكلمة على انتهاك لحقها في بعض الأحيان، خصوصا إذا كان الرفض من قبل الفتاة منذ البداية، وفي بعض الأوقات يكون التأثير سلبا بحيث ينشغل تفكير الفتاة وقد تسرح بخيالها طول الوقت الى أبعد الحدود وتهمل موضوع دراستها ومستقبلها، وبالذات عندما ترسم الفتاة آمالا قد تؤدي إلى دخولها في حالة نفسية سيئة وانهيار عصبي يصل إلى اكتئاب شديد». وتؤكد نورة السهيمي أن الحجز يحمل وجهين أولهما الرفض المبطن للمتقدم للفتاة، وثانيهما الحقيقة من خلال موافقة سابقة بين الأهل فيما بينهم: «ذلك من السلوكيات القديمة التي لا تواكب عصرنا، لأن الكثير من الأسر تجاوزت هذا المفهوم وأصبحت البنات يتمتعن بحقهن في القبول أو الرفض لمن يتقدم إليهن، وأعتقد أننا في القرن ال 21 ولسنا في ذلك الزمن الماضي»، مضيفة: «بالتأكيد، للحجز من دون أخذ رأي الفتاة تأثير نفسي سلبي فيها، فهي التي ستعيش مع زوج المستقبل وليس أهلها، ولذلك ينبغي أن تعرفه جيدا قبل أن تتخذ قرارا مصيريا يحدد حياتها أو حتى يهددها بالفشل وتتحطم آمالها لسوء اختيار أهلها أو عدم معرفتهم الكافية بمن اختاروه وفرضوه على ابنتهم». تأثيرات سلبية في الأسرة من جانب آخر، ترى الاختصاصية الاجتماعية فادية العبدالواحد بجامعة الملك سعود، أن عرف الحجز في الزواج أحد الأعراف والتقاليد المتبعة سابقا في المملكة، وحاليا أخذ في التلاشي وأصبح يخص بعض الأسر: «وهو يقصد به أنه لا يحق للفتاة الزواج إلا من ابن عمها، وفرصة خطبتها من الآخرين لا تكون إلا بعد موافقته بغض النظر عن موافقة تلك الفتاة، أي بنت العم، وهذا العرف حاليا يواجه نوعا من المحاربة خاصة من الفتيات لما له من آثار سلبية في الفتاة أكثر من الشاب، وأقصد ابن العم». وتشير العبدالواحد إلى أن «الفتاة التي يكون هذا العرف متعارفا عليه داخل أسرتها أو قبيلتها، تعاني كثيرا، فقد تحرم فرصة الزواج ممن تراه مناسبا لها، وليس فرضا عليها وتدخل في سلسلة من التأثيرات غير الإيجابية في نمط الأسرة السعودية، ومنها تأخر زواج الفتاة بما يسمى بالعنوسة، وتفويت فرصة الزواج المناسب، وأيضا تدخل في المشكلات الأسرية طوال فترة الزواج نظرا إلى عدم القناعة، وأثر ذلك إما في إغراق الأبناء في مشكلات كثيرة أو الخيانة الزوجية من أحد الطرفين، وأيضا ينتج كثيرا من صور العنف الأسري سواء على الزوجة أو الأبناء، أما على الجانب النفسي فيكثر القلق والاكتئاب واضطراب الشخصية والعزلة للزوجة، وأيضا على مستوى آخر أثّر ذلك في ارتفاع الأمراض الوراثية، ولذلك فإن تلك الآثار السلبية تجعلنا كمجتمع وأفراد نفكر ونعمل على تلاشي الظاهرة حتى نحافظ على الأسرة السعودية» .