تخلت خريجتان من جازان، عن الشهادة الجامعية، بعد دراسة استمرت 16 عاما، وفضلتا العمل الخاص، من بوابة تخضيب وتزيين العرائس، الأمر الذي وجدتا فيه المخلص من حالة البطالة التي تجتاح العديد من الخريجات. ورفضت خريجتا الاقتصاد المنزلي تهاني محمد عقيلي وصبا الحزيمي، بعد زواجهما، البقاء خلف أربعة جدران، لتؤكدا عمليا تضافر الزوجة في مساعدة زوجها، بالعمل الخاص الذي حقق لهما عائدا مقدرا. وحقق إخلاص الخريجتين وإبداعهما في فن النقش بالحناء والماكياج وتنسيق العرائس، لهما فرصة لاكتساب شهرة فنية في الأحياء المحيطة بهن في منطقة جازان، بعدما انحصرت البداية في مناسبة أسرية. تهاني تواجه في هذا الصيف العديد من الطلبات لنقش الحناء للعرائس وذويهن، خصوصا نقوش الأيادي والذراع والأقدام، ما تطلب منها عمل ساعات متواصلة، إلا أن المقابل المادي معقول، إذ يتراوح بين 500 و1500 ريال، ويزيد حسب نوعية النقش: «شجعني زوجي الصيف الماضي، فكسبت عائدا جيدا، ما مكن أسرتي من تحقيق بعض متطلباتها، والتي كانت شبه مستحيلة كالمشاركة في بناء المنزل، وتوفير حاجات هامة، إضافة إلى شراء أجهزة خاصة بالكوافير لتوسيع نطاق العمل وافتتاح مشغل كوافير. بينما تميل صبا أكثر لعمل الكوافير والمكياج للعرائس، وبلغ إجمالي ما غطته من مناسبات العام الماضي ما يقارب 62 مناسبة زواج، حققت خلالها مردودا يصل إلى ربع مليون ريال: «الأدوات المستخدمة بسيطة للغاية، ويمكن توفيرها، بأقل الإمكانيات، ودعم الأهل وتشجيعهم المستمر وراء استمرار العمل». وأبدت زبونة دائمة للشابتين فوزية العامري إعجابها بما حققته الفتاتان من اعتماد على مهارتيهما والحرص على العمل: «استطاعتا التفوق في مدة وجيزة، والتخلص من أية عراقيل بالبدء بأدوات بسيطة، ما لبثت أن تطورت بارتفاع معدل العميلات، اللاتي وجدن فيهما الجدية والإخلاص في العمل». وتتضمن العادات الجازانية في احتفالية الزواج ليلة نقش الحناء للعروس وذويها بتوفير محترفة بأعمال النقش لتخضب الذراعين إلى مستوى الكتف والأقدام إلى مستوى الركبة بأشكال يغلب عليها طابع الورود والأشجار اللطيفة. إضافة إلى ليلة العرس الثانية التي يدخل من ضمنها عمل الكوافيرة التي تبدأ بعمل تسريحات للشعر ومن ثم إدخال المكياج لإظهار العروس بحلة رائعة.