مساكين نحن العرب بعد أن كنا السباقين في شتى المجالات أصبحنا نتغنى بأمور عادية جدا ونعتبرها إنجازا. حتى في كرة القدم فبعد أن وصلنا إلى مراحل متقدمة أصبحنا نحتفل بمجرد نجاح حكم في قيادة مباراة بكأس العالم، مع العلم أن هناك حكما من دولة جواتيمالا وناجح أيضا! هذا يعني أننا عدنا كثيرا إلى الوراء، وهذا يدل على أننا نعمل بعشوائية وبدون إستراتيجية. نعم لا بد أن نبارك لخليل جلال هذا النجاح، ولا أخفي سعادتي بالدعم الكبير الذي يلقاه من الأمير سلطان والأمير نواف. ولكن السؤال الذي يتكرر كثيرا ولا أحد يجيب عليه وهو لماذا لا ينجح حكامنا داخليا؟ لماذا تكون أخطاؤهم فادحة خاصة ضد بعض الفرق؟ عفوا فأنا هنا لا أتهم حكامنا الأعزاء بتعمد هزيمة فريق أو فوز آخر، ولكن يجب أن نصل إلى الأسباب الحقيقية لذلك. من خبرتي كلاعب سابق كنت أقرأ في وجوه الحكام أثناء المباريات رعبا من العواقب الوخيمة بعد المباراة، فيما لو اتخذوا قرارات تضر بعض الفرق. وأقصد هنا الفرق التي لديها إعلام قوي وشخصيات معروفة وجماهير غفيرة مؤثرة، فهذه المعطيات قد تنهي حكما في عز تألقه. لا شعوريا قد تجد الحكام يتخذون قرارات خاطئة خوفا من نهاية مبكرة وأليمة. إذن في اعتقادي أن الحل يكون بالتركيز على بناء شخصية الحكام أكثر من الأمور الفنية، فقد وضح من خلال خليل جلال أن حكامنا لا غبار عليهم فنيا، ولكنهم يحتاجون إلى الجرأة المحمودة جرأة الحق وهي التي لا يخاف صاحبها لومة لائم. كأس الإزعاج إنها الفوفوزيلا هذه الآلة التي باتت مزعجة لكل من يتابع كأس العالم حتى من هم خلف الشاشات. هذه الآلة التي حرمتنا أحد أجمل عناصر كرة القدم وهو هدير الجماهير وتفاعلها. ولم نعد نسمع إلا الفوفوزيلا وهي التي نستطيع أن نستفيد من صوتها المزعج في أمور أخرى، وذلك في إسكات أصوات أكثر إزعاجا وأكثر ضررا، أولئك الذين أزعجونا بأحاديثهم المتكررة والمملة والمضللة عبر وسائل الإعلام فمرحبا باستيراد الفوفوزيلا.