في دور السينما الأمريكية الجزء الثاني الجديد من الفيلم ذائع الصيت «الجنس والمدينة»، وهو يتحدث عن أربع فتيات يتلقين دعوة من ثري خليجي في أبو ظبي لزيارتها.. وحينما تخبره إحداهن عن حماسها لرؤية «دبي» قال ذلك التاجر «الشيخ»: إن دبي انتهت الآن. بالطبع، تلك الكلمة تعكس رؤية بعض رجال الاقتصاد والأعمال الأمريكيين أكثر من هذا التاجر في الفيلم. كانت رحلتهن مليئة بالرفاه الشديد الذي تلقينه من حشم وخدم وسائقين ومسكن راقٍ وطائرة خاصة تقلهن من نيويورك إلى أبوظبي. ومع الحديث الكثير في الفيلم عن العادات العربية والقهوة والثراء.. كان الفيلم أكثر اعتدالاً في تصوير الواقع الخليجي أو الإماراتي بشكل خاص. الناس في الغالب يتسمون بالأمانة حيث ذلك العجوز الذي يحفظ حقيبة إحداهن دون أن يأخذ فلساً واحداً، وبالمقابل فإن «سمانثا» وهي إحدى شخصيات ذلك الفيلم، قالت بكل وضوح: «عجيب أمر أبوظبي هذه.. في غاية التقدم في كل شيء .. وفي غاية التأخر فيما يتعلق باللذة». وبالطبع فيما يتعلق بالعلاقة مع المرأة حسبما ترى. ومع هذه اللفتة المهمة يتضح تطور رؤية بعض صناع الأفلام في تصوير العرب أو الخليج بالخصوص بطريقة بدت في كثير من العناصر مختلفة بالذات في جو هوليوود العالمي الصاخب. تلك الفتيات الأربع الأمريكيات يتعجبن من امرأة خليجية تجلس بجوارهن وتأكل البطاطس من خلف النقاب.. وبعد إحدى مغامرتهن في «السوق» كما أصبحن ينطقنها بالعربية فيما بعد دعتهن مجموعة من النساء المنقبات إلى محل خاص بالنساء، وحينما دخلن وبدأن التحدث لتلك المنقبات خلع كل أولئك النسوة حجابهن حيث لا رجال وكشفن عن أرقى أشكال الموضة والأناقة العالمية ومتابعتهن للثقافة والكتب الغربية مما أصاب الفتيات الأمريكيات بالذهول.. في آخر ذلك الفيلم المهم، تعيد بطلة الفيلم «كيت» النظر في علاقتها مع زوجها لتقول عن نفسها «أريد أن أصنع من نفسي مثل المرأة في أبوظبي.. تحافظ على التقاليد، بيد أنها تزخرف تلك التقاليد بكل ألوان الجمال الداخلي حيث الموضة والأناقة». وبتلك العبارة .. نأخذ الإيحاءات المهمة ببداية نظرة أقرب للواقع حول العرب والخليج.. الذي طالما طاله البغي في الأفلام الأمريكية.