دعا مدير مكتب عميد شؤون الطلاب بجامعة أم القرى الباحث حسن بن أحمد الحسني، إلى تطبيق التربية الإسلامية في حياة الأسرة بوصفها عاملا مهما في التخفيف من الوقوع في ضنك العيش، إضافة إلى أنها تسهم في تحقيق التوازن بين مطالب الدنيا والآخرة. أكد الحسني في دراسة حديثة أجراها حول «ضوابط إنفاق الأسرة في الإسلام وتطبيقاتها التربوية» أن البناء الصحيح للأسرة المسلمة، يشكل قوة للمجتمع المسلم، كما يعد تطبيق ضوابط إنفاق الأسرة في الإسلام منهج حياة متكاملا متوازنا، يقي حياة الأمة المسلمة مما تعيشه من أزمات تربوية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية، ويؤكد تكامل المنهج الإسلامي في تحقيق مبدأ العدالة والتكافل الاجتماعيين، ويعد ضبط الإنفاق في الإسلام تطبيقا لمبدأ التيسير ورفع المشقة. وأشار إلى أن دراسته تهدف إلى بيان أهمية ضبط الإنفاق في الأسرة المسلمة من خلال آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة، وبيان المظاهر المادية المعاصرة للأسرة، وبيان المخاطر المترتبة على عدم تنظيم وترشيد الإنفاق، والتطبيقات التربوية الناتجة من تطبيق الإنفاق المتوازن على الأسرة. وتعود أهمية الدراسة إلى أن كثيرا من الأسر المسلمة تواجه أزمة الزيادة في الاستهلاك، وارتفاع المستوى العام للأسعار، مع قلة معدلات الزيادة في الدخل، ما يسبب ضيقا وحرجا كبيرين، ولكن التمسك بالتوجيهات والضوابط الإسلامية هو الذي يخفف من الوقوع في ضنك العيش، مشيرا إلى أن الإسلام وضع الضوابط الشرعية التي تكفي لتحقيق الوقاية والمناعة من كثير من الأزمات التي يتعرض لها العالم عامة، والمجتمعات والأسر الإسلامية خاصة. وأوضح الحسني أن دراسته تعد أداة من أدوات التخطيط التي تساعد الأسرة المسلمة على الابتعاد عن العشوائية في الإنفاق، وكيفية تدريب أفرادها على الاستغلال الأمثل لمواردها، كما أنها تسهم في التعرف على وسائل إدارة المال بطريقة صحيحة، وبالتالي الحد من الأزمات المالية داخل الأسرة، أو على أقل تقدير تهيئ مجتمع الأسرة المسلمة للاستعداد لها، وترشيد الإنفاق، وتشجع على توجيه جزء من الدخل للادخار، أو الاستثمار، ودراسة البدائل المتاحة لها بتفكير علمي سليم وفق مبادئ التربية الإسلامية. ولفت إلى أن التربية الإسلامية لها دورها البارز في إعداد الأسرة المسلمة لمواجهة احتياجاتها المادية والروحية ورعاية مصالحها ومصالح المجتمع بشكل متوازن ووسطي بعيدا عن الإفراط والتفريط، ولا شك أن الإنسان عندما يتربى منذ نعومة أظفاره على مراعاة التوازن والاعتدال والوسطية فيما يتعلق بإشباع احتياجاته الجسمية والروحية، فإن ذلك سيكون له أبلغ الأثر في سلوكه الإنفاقي، فلا يسرف، ولا يقتر، ولا يبخل. وتوصل الباحث في دراسته إلى تأكيد أهمية تطبيق التربية الإسلامية في حياة الأسرة المسلمة، لما لها من آثار إيجابية على الأمة الإسلامية، وضرورة اهتمام المؤسسات التربوية التعليمية والإعلامية والدعوية بغرس تعاليم الإسلام في ترشيد الإنفاق والتوسط فيه وتخصيصها بمنهج يدرس للناشئة في مراحل التعليم الأولى، وأوصى الأسر المسلمة بالتناصح فيما بينها للقضاء على المظاهر السلبية للإسراف والترف في المجتمعات المسلمة والقناعة بمبدأ الوسطية والاعتدال، والتوسع في إنشاء الجمعيات النظامية لمساعدة المستحقين .