في حدث يهم أكثر من 9000 مواطنة، ابتكر أطباء في مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا علاجا جديدا لمعالجة سرطان الثدي، يقوم على إعطاء جرعة إشعاعية واحدة، تحقن في الجسم خلال عملية جراحية، بدلا من جلسات العلاج الإشعاعي المطولة التي تمتد عادة لأسابيع أو أشهر. وقال الباحثون في تقرير أصدروه الأسبوع الماضي في مجلة ذا لانسيت الطبية المتخصصة: إنهم اختبروا الجرعة على ألفي سيدة مصابة، من خلال تركيز جرعة إشعاعية واحدة على موضع الورم. وخرجت النتائج لتؤكد أن هذه الجرعة تعادل من حيث الفعالية جلسات العلاج المطولة، لكنها تتفوق عليها بطبيعة الحال في مسائل الانتظار والتكاليف المادية. كما لفتوا إلى أن العلاج الجديد آمن وآثاره الجانبية على المريضة أقل من آثار الجلسات المديدة. ولكن رغم الإشارات الإيجابية التي خلفها العلاج، إلا أن استخدامه على نطاق واسع سيستغرق عدة أعوام. يذكر أن العلاج الحالي لمقاومة الخلايا السرطانية في الثدي يقوم على التدخل الجراحي الذي يعتبر العلاج الأول والتقليدي للإصابات بهذا النوع من السرطان. حيث يتم تعريض الثدي للأشعة القاتلة للخلايا السرطانية، غير أن ذلك يحتاج إلى تكرار العملية على مدى جلسات عديدة. ولكن التقنية الجديدة تستخدم آلة صغيرة تحوي العلاج الإشعاعي وتدخل إلى الثدي جراحيا ويتم تسليط الجرعة بشكل مكثف على موضع الورم بالضبط، بحيث تكفي عملية واحدة لقتل معظم الخلايا. واستغرقت دراسة العلاج الجديد، نحو أربعة أعوام وشارك فيها أطباء من بريطانيا ومن تسع دول أخرى. ويبلغ عدد المصابات بسرطان الثدي محليا أكثر من 9000 مواطنة، ويزداد العدد بواقع 1200 حالة سنويا. ويعتبر هذا النوع من السرطانات هو الأكثر شيوعا بين حالات السرطان. وعالميا تضاف سنويا مليون امرأة لقائمة المصابات بسرطان الثدي. ولا تزال الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا السرطان غير معروفة حتى الآن، وإن رأى الباحثون والاختصاصيون أن عوامل الوراثة والبيئة وأسلوب المعيشة قد يكون لها دور. وكانت الباحثة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة زينب الهندول قد أشارت في دراسة لها إلى أن الاكتئاب والمشكلات النفسية عامل أساسي في الإصابة بهذا السرطان. والنصيحة العامة للوقاية من هذا السرطان تتمثل في ضرورة الكشف الطبي الوقائي مرة كل عام، خصوصا لمن تجاوزت أعمارهن 40 عاما .