ستبقى دائما وأبدا الرضاعة الطبيعية شاغلنا الدائم ونصيحتنا المتكررة للأم بالتمسك بها كخيار وحيد «عند عدم وجود إعاقة تؤدي للرضاعة الصناعية»، ذلك ما تؤكده الدكتورة رباب فتحي اختصاصية الأطفال بمستشفى علوي تونسي بمكة: «ننصح أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا بالتمسك بإرضاع أطفالهن الرضاعة الطبيعية للمميزات العديدة التي يحتويها الحليب الطبيعي البشري، الذي يتميز بأنه مكون من كافة العناصر الغذائية اللازمة لبناء صحة الطفل وعافيته والتي يفوق عددها 100 عنصر، وهذا غير متوافر في أي حليب صناعي، إضافة إلى أنه دائما معقم وطازج ودرجة حرارته مناسبة، فقد صمم من رب الكون سبحانه وتعالى ليفي بحاجات الطفل يوما بيوم منذ ولادته وحتى يكبر إلى سن الفطام، إضافة إلى أنه اقتصادي وسهل الهضم ويوفر للطفل الإحساس بالحنان والشعور بالطمأنينة ويقاوم بدرجة كبيرة الالتهابات»، وتضيف: «حثنا ديننا الإسلامي الحنيف في كتاب الله الكريم على التمسك بالرضاعة الطبيعية في قوله تعالى «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة»، كما أقرت أيضا بذلك أكبر منظمتين للصحة العالمية في العالم بعد مرور 14 قرنا على ذكرها في القرآن، بوصفها الوسيلة الوحيدة لبناء جيل المستقبل وهم أطفالنا، لينعموا بصحة وأجساد قوية وبحياة كريمة، بإذن الله». وعن لبن السرسوب توضح الدكتورة فتحي: «هو مادة صفراء قلوية تتواجد في ثدي الأم خلال الشهور الأخيرة من الحمل ويستمر إفرازها حتى يتبدل لونها بعد اليوم الثالث أو الرابع من الولادة إلى أن يتحول إلى لبن Transitional والذي يتحول بدوره إلى اللبن الناضج Matura Milk بعد نحو 20 يوما من ظهور لبن السرسوب». وتؤكد اختصاصية الأطفال أن من أهم مميزات هذا اللبن ارتفاع نسبة البروتين به ويتواجد في صورة ألبومين وجلوبيولين، ويحتوي السرسوب على الأجسام المضادة لتكسب الطفل المناعة الضرورية، ويعتبر السرسوب الغذاء المبدئي المثالي للأطفال الرضع في الأيام الأولى الذي يجب أن نحرص عليه تماما وليس له أي بديل. ختاما نجدد الدعوة مرة واثنتين وثلاثا وأربعا وعشرا لتمسك سيدات المجتمع بالرضاعة الطبيعية لبناء جيل صحي سليم في المملكة، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.