حمّل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية «الإهمال الواضح في أساليب التخزين التي اتّبعها مصنع أبوظبي للورق، ونقص إجراءات السلامة التي كشفتها محاضر التفتيش والضبط القضائي في هيئة البيئة» مسؤولية الحريق الضخم الذي شبّ مساء أول من أمس في المصنع، وأتى على 70% من محتوياته. وكان 11 رجل إطفاء أصيبوا باختناقات بسيطة، أُسعف معظمهم على إثرها في موقع الحريق، ونقل البعض الآخر الى المستشفى لتلقي العلاج. وأفاد مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي، العقيد عثمان التمامي، بأن الحريق اندلع في مصنع أبوظبي للورق في منطقة المصفح الصناعية، قرابة الساعة السادسة وسبع دقائق، مضيفاً أن آليات الدفاع المدني في أبوظبي هرعت الى موقع الحريق معزّزة بآليات من مدينة العين وإمارة دبي. وفصلت بلدية أبوظبي ست محطات كهربائية مجاورة، تحسباً لامتداد النيران إليها. وتابع أن «السبب المباشر للحريق ومصدره لم يعرفا بعد، إذ تم جمع العينات، وفحص الموقع بواسطة خبراء الأدلة الجنائية، ونقل العينات الى المختبر الجنائي تمهيداً لإعداد تقرير مفصل عن سبب الحادث. كما أن حجم الخسائر المادية لم تُقدر بعد». إلى ذلك، كشف مدير قطاع السياسات البيئية في هيئة البيئة ي أبوظبي، الدكتور جابر الجابري، عن تجاوزات عدة في محاضر التفتيش الخاصة بالمصنع المذكور، موضحاً أن تلك التجاوزات أسهمت بشكل ما في وقوع الحادث، إذ لوحظ وجود مواد قابلة للاشتعال قرب مصادر حرارية وعدم وجود خطط للطوارئ وسوء تخزين للمواد المستخدمة، فضلاً عن عدم وجود لوائح إرشادية على المواد المخزنة، ما يدل على توافر عنصري الإهمال واللامبالاة، خصوصاً بعد توجيه إنذارين سابقين للشركة. إلا أن الإجراءات التصحيحية كانت تسير ببطء شديد». وقال الجابري إن «هناك لجنة للمخازن سوف تلزم المنشآت الصناعية وغيرها بالتقيّد التام بدليل إرشادي واضح، أعدته الهيئة»، مطالباً بتشديد الضوابط والإجراءات الموحدة بين الجهات للمساهمة في ردع مثل هذه التجاوزات. كما أكد أهمية اتخاذ التدابير الرادعة «التي يمكنها الحيلولة دون اندلاع حرائق بسبب الإهمال أو التراخي والتقاعس مستقبلاً». من جهته، أكد مدير مديرية المرور والدوريات، العقيد حمد عديل الشامسي، أن الدوريات العاملة في المنطقة وحولها شاركت بشكل مباشر في تأمين حركة الآليات من والى موقع الحادث، كما وفّرت الطرق البديلة المحاذية لعمليات الإطفاء قبل بزوغ الفجر، تلافياً لأي ازعاج لمستخدمي تلك الطرق الرئيسة عند توجههم الى اعمالهم الصباحية، حيث عملت الدوريات مع الجهات المعنية الأخرى في إزالة آثار الأتربة والمياه والسخام المتراكم حول الموقع تلافياً لوقوع حوادث مرورية أو أي انزلاقات أخرى.