لفت مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو إلى أن "الوثيقة السياسية الجديدة لحزب الله رسمت أفق الإستراتيجية الدفاعية والتي ينوي "حزب الله" تقديمها الى طاولة الحوار الوطني، متمسكاً بسلاحه وجيشه ومقاومته الى أمد غير منظور، بعيداً من منطق الدولة اللبنانية وشرعيتها"، مستغربًا كيف أن "حزب الله يشارك في الدولة وفي الوقت عينه يعلن في وثيقته السياسية بأن الدولة ليست فاعلة ومقتدرة". وفي معرض تعليقه على الوثيقة السياسية ل"حزب الله" أبدى الجوزو ملاحظات ركزت على "اغفال إتفاق الطائف وعدم الاتيان على ذكر نهائية الكيان اللبناني، ورهن بقاء الديمقراطية التوافقية حتى الغاء الطائفية السياسية، اضافة الى تمسكه العقائدي والسياسي بولاية الفقيه في ايران على حساب بلده ووطنه". المفتي الجوزو الذي رفض مقولة "المزاوجة بين المقاومة والجيش اللبناني"، رأى في هذا الصدد أن "الوثيقة السياسية ل"حزب الله" تعتبر مقاومة الحزب الركيزة الأساسية في حياة اللبنانيين ومن لم يوافق على هذا الطرح الاستراتيجي له، يكون خائناً وعميلاً." إلى ذلك سأل الجوزو: "كيف ل"حزب الله" الذي يرفض التعددية الطائفية داخل حزبه وداخل المقاومة والذي نشأ على عقيدة دينية مرجعيتها ولاية الفقيه، ويستمد الشرعية السياسية من الطائفة الشيعية حصراً، أن يطالب بالغاء الطائفية السياسية"، معتبرًا في المقابل أن "هذا الطرح هو مناورة للهروب الى الامام من الاستحقاقات الخلافية كالإستراتيجية الدفاعية وتمسكه بسلاحه".