يحرص الكثير من المواطنين في منطقة الباحة على زراعة التين الشوكي، في أعقاب الدراسات التي نشرت حديثا والتي تفيد بأهمية ثمار التين الصحية، وهذا النوع من الفاكهة تشتهر به مناطق الطائفوالباحةوعسير، ولم يقتصر هذا الاهتمام بزراعة التين الشوكي على المزارعين، ولكن بعض المواطنين حرص على زراعته في منزله. حيث لا تستلزم زراعته إلا خطوات بسيطة. يقول الباحث في علم الغابات المشرف التربوي بتعليم الباحة عبد الرحمن القلطي "خلصت دراسة مكسيكية إلى أن ثمار التين الشوكي "البرشومي" وأوراقه يعد أحد النباتات المفيدة من النواحي الصحية لاسيما في علاج السكري، وقد بدأ الناس هنا في المنطقة في الاهتمام بهذا النوع من الفاكهة والتي تشتهر بها منطقة الباحة وكذلك عسيروالطائف منذ زمن بعيد. على الرغم من عدم معرفة الكثير من الناس بالفوائد الصحية لهذا النوع من الفاكهة". وقال القلطي إن "الدراسات أثبتت أن التين الشوكي ترياق لأكثر من 100 مرض مختلف. كما توصلت جمعية القلب الأمريكية إلى أنه علاج للبدانة واضطرابات الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية والسكري ومحارب للكولسترول والالتهابات الفيروسية. وأنه يحتوي على أجزاء كبيرة من الكالسيوم والمعادن والمغنيسيوم والبوتاسيوم. كما أنه يحتوي على نسبة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة بما في ذلك مركبات الفلافونيد التي تساعد على الحماية ضد السرطان وهي المسؤولة أساسا عن عملية الجسم ضد تأكسد الكوليسترول" وأضاف القلطي "كما وجد الباحثون أن الاستهلاك اليومي من ثمرة شجرة التين الشوكي أسفر عن نتائج إيجابية في الحيوانات المختبرية، وفي الصين حيث يوجد نوع من التين الشوكي هناك والذي ينتج مرتين في السنة بدأ الصينيون بعمل عصائر من ثمار التين الشوكي. كما أن الدراسات التي أجريت في جامعة ولاية أريزونا أظهرت آثار للغذاء على استقلاب الكوليسترول، وأن الدراسات أثبتت أيضا تأثير مادة بيكتين وهي مادة جلانيتية توجد في ثمار البرشومي في خفض الكولسترول لاسيما الخفيف منه. وأشار القلطي إلى أن الدراسة خلصت إلى أن تناول ثلاث ثمار يوميا من البرشومي يعطي من فتامين سي ما يفوق ما يعطيه قرصان من فاتامين سي بكمية 75جراما. كما أثبتت الدراسة أن إضافة أوراق أشجار البرشومي التي تكون بحجم صغير إلى وجبات الإفطار يؤثر في ضبط نسبة سكر الدم، وذلك ضمن التناول المعتدل لمن يتناولون أيضا أدوية خفض نسبة سكر الدم فهي أوراق غنية بفيتامينات أيه وسي وكيه وبي، وكذلك غنية جدا بالألياف الذائبة المفيدة في تقليل امتصاص الأمعاء للسكريات وللكولسترول والدهون، كما أنها غنية بالمعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس. ويقول عبدالله سالم الغامدي من أهالي منطقة الباحة "هناك الكثير من الناس في منطقة الباحة من يهتم بهذا النوع من الفاكهة الصيفية، فترى الكثير من مزارع التين وقد سيجت بسياج لحمايتها من أيدي المتطفلين، وذلك ليتسنى لأصحابها جنيها وبيعها في الأسواق وعلى الطرقات. لاسيما في فصل الصيف. حيث تجود في هذا الفصل وهي تدر ربحا مجزيا". ويقول أحمد البكيري من أهالي بلجرشي "مزارع التين ربما تكون من المزارع الطبيعية التي تتكاثر بطبيعتها دون تدخل الإنسان، وهي كثيرة في منطقة الباحة، ولا أرى أن هناك خوفاً من تناقصها. بل الكثير منها ينضج ويتساقط في بعض الأماكن من المنطقة دون أن يستفاد من ثمارها، وذلك عائد إلى جهل الكثير من الناس بقيمة التين الشوكي الصحية". ويقول عبد العزيز الغامدي من أهالي جبل شدا الأسفل "نظرا للتشابه الكبير بين مناخ وطبيعة جبل شدا الأسفل المناطق السروية من منطقة الباحة فهو يعتبر مكاناً مناسباً لتكاثر التين الشوكي فيه، ولكن مع إهمال الناس له بدأ في الآونة الأخيرة يتناقص، وذلك بفعل عبث القرود به في ظل غياب من يحميه من المواطنين، مما حدا بالكثير من المواطنين هنا في الجبل إلى إعادة زراعته في الأماكن التي كاد ينقرض منها". ويضيف الغامدي أن "التين من الأشجار التي يسهل شتلها وزراعتها، فالأمر لا يعدو أن يأخذ الإنسان ورقة واحدة من أوراق التين ويغرسها في أي مكان دون أن يسقيها، فذلك كفيل بنجاح نموها لأن أوراقها شحمية وتختزن الماء. كما أن تركيبة أوراق التين تساعد في عملية تسريع التجذير.