أكد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن كثيراً من دول العالم تطلب من السعودية بعض المسؤولين عن الحج لإلقاء محاضرات عن إدارة الحشود فيها، مستغرباً من الذين يدعون إلى إشراك بعض الخبراء من الدول الإسلامية في عملية إدارة الحشود أثناء موسم الحج. وقال: «إن السعودية تعد أقدم دول العالم خبرة في إدارة الحشود منذ أن بنى إبراهيم عليه السلام هذا البيت، وحتى اليوم ونحن أقدر ناس على إدارة الحشود» . وأوضح أمير مكة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مشعر منى بمناسبة انتهاء موسم الحج أن موسم حج هذا العام حقق نجاحاً منقطع النظير، مشيراً إلى أنه لم تظهر حتى الآن أي مشكلات خاصة في الموسم، لافتاً إلى أن كثيراً من الخدمات أضافتها السعودية خلال هذا الموسم تمثل أنماطاً من المشاريع التنموية لمنظومة خدمات متكاملة وليست خدمة واحدة قدمت من الجهات كافة. ودعا الأمير خالد الفيصل إلى مكافحة شركات الحج الوهمية والاعتماد على الشركات الحقيقية التي تعلنها وزارة الحج وتنشرها في الصحف، مؤكداً عدم السماح بالتلاعب بالأنظمة سواء في مجال الشركات الوهمية أو تصاريح الحج اعتباراً من العام المقبل، ولافتاً إلى أن هناك تطبيقاً للأنظمة سيتم بشكل صارم لخدمة الحجاج والتيسير عليهم. وأضاف:«إن هناك مشاريع تنظيمية حديثة، فبعد أن بدأنا العام الماضي في حملة لاحج بلا تصريح، انتقلنا هذا العام لتطبيق مشروع جديد يمنع المركبات والشاحنات التي تحمل 25 راكباً فما فوق، وحقيقةً فإن النجاح خلال العام أصبح مميزاً عن العام الذي قبله، وهذه القرارات أعطت فرصة كبيرة للحركة في المشاعر فضلاً عن عملية التنقل في المشاعر المقدسة من منى إلى عرفات ومنها إلى مزدلفة ومن ثم إلى منى»، مشيراً إلى أن تلك التنظيمات حققت أرقاماً قياسية في حركات التصعيد والانتقال من مكان إلى آخر داخل المشاعر المقدسة فاقت الأعوام السابقة. وأشار إلى أن خدمات المسارات الترددية، وقطار المشاعر، وإكمال منشأة الجمرات تأتي من أهم المشاريع التي تم إنجازها أو إنجاز جزء منها، موضحاً أن هذا العام أضيف مسار جديد على نظام الترددية ووضعنا له حجر الأساس وسيكون هناك طريق ثالث للترددية جاهز في العام المقبل. ولفت إلى أن مشروع القطار الذي بدأ تنفيذه هذا العام سيستفاد منه في العام المقبل بنسبة 37 في المئة، إضافةً إلى أن العامين المقبلين سيصل مستوى الفائدة منه إلى 100 في المئة، فضلاً عن أن منشأة الجمرات أصبحت جاهزة بالكامل، وقال «كما ترون فإن السير في منشأة الجمرات أصبح ميسراً وسهلاً، وبات الحجاج يسيرون بداخله وكأنهم في فسحة وراحة دون مشقة أو صعوبات. وزاد: «إن مشروع المسعى الشريف داخل المسجد الحرام سينتهي وسيستفاد منه خلال العام المقبل، إضافةً إلى توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام التي بدأت أخيراً»، لافتاً إلى أن هناك اهتماماً كبيراً بالمنطقة المركزية في مكة، و ستنظم وتكون جاهزة بالانتهاء مع مشروع توسعة الحرم. وذكر أن مشروع صالات الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة انتهى بالكامل في هذا العام وسيختصر كثيراً من الإجراءات المختصة في قدوم الحجاج والتي أصبحت تتم في وقت قياسي جداً. موضحاً أن قطار الحرمين الذي بدأ التنفيذ فيه سيربط المدينةوجدةومكة، وسيُربط مستقبلاً بقطار المشاعر المقدسة. وأفاد أن هناك مخططاً شاملاً لمكةالمكرمة سيكون جاهزاً قريباً. لافتاً إلى أن هناك مشروعاً لتصريف السيول تم تنفيذه في منى و جزء كبير في عرفات وسيستكمل خلال الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الأمطار التي هطلت على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لم تحدث أي أضرار بفضل الله ثم بفضل هذه المشاريع. وزاد:« إننا نحاول أن نقدم للعالم أجمع الصورة الحقيقة للمجتمع المسلم، وأن هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون»، راجياً أن تكون وسائل الإعلام نقلت الصورة الحقيقة والمشاعر الحقيقة للإنسان والمجتمع والأمة الإسلامية. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة أنه لابد أن تكون هناك مشقة في رحلة الحج فالسفر من مدينة إلى مدينة توجد به مشقة وأن السفر من جميع أنحاء العالم والاجتماع في هذه البقعة والالتقاء في أيام معدودة من وإلى خمسة مواقع خلال خمسة أيام فيه أيضاً مشقة. وعن حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير قال «أبشركم أن الحالة عادية جداً ويمكن أقل من الحالة العادية في أي مكان»، مشيراً إلى أن عدد الحالات لم تتعد 68 حالة وعدد الوفيات خمس وفيات وهذا شيء عادي مقارنة بعدد الحجاج الذين أدوا مناسك الحج.