اتجهت الأوساط العلمية مؤخراً إلى التعديل الوراثي كتقنية جديدة لمكافحة الأمراض، وذلك للتقليل من استخدام المواد الكيماوية التي تعود على المريض بآثار جانبية ضارة، وقد استخدمت هذه التقنية على النباتات والحيوانات، في خطوة تبشر بإمكانية علاج الأمراض المستعصية في المستقبل القريب. ومن خلال الأبحاث التي أجراها باحثون بجامعة نيوكاسل، اتضح أن حليب الأبقار التي ترعى على الأعشاب تزيد بها الأحماض الدهنية من نوع "أوميجا 3 " بنسبة 39 بالمئة كما يرتفع فيها فيتامين "أي" بنسبة 33 بالمئة عن حليب أبقار المزارع ما يقلص احتمالات الإصابة بمرض السرطان والنوبات القلبية. وأشارت الدراسة إلى أن التحول إلى هذا النوع من الحليب يعني رفع المواد المانعة للتأكسد وبالتالي يكون أكثر فائدة صحياً. وفي نفس الصدد، أعلنت شركة استرالية متخصصة بصناعات الألبان أنها سوف تجري اختبارات على تقنيات جديدة لإنتاج نوع من الحليب الواقي من قروح المعدة. وأوضحت مجموعة "تشالنج ميلك" ومقرها في المقاطعة الجنوبية الغربية لاستراليا، أنها ستوظف تقنيات طورتها شركة "أجري بايوتك" المتخصصة بالتقنيات الحيوية في المجالات الزراعية، بإمكانها تطعيم الأبقار لتعزيز مناعتها ضد البكتريا المسببة لقروح المعدة، وتنتقل الأجسام المضادة لتلك البكتريا بعد ذلك من الأبقار إلى الإنسان عبر الحليب الذي يحول إلى مسحوق. وذكرت تشالنج ميلك أنها ستقوم بتطعيم قطيع صغير من الأبقار خلال الأسابيع المقبلة. ومن جانبه، قال بيتر جيدي المدير التنفيذي للشركة في تصريحات صحفية أن المنتج الجديد، ان حالفه النجاح، سيكون مهما للسوق اليابانية، مضيفاً أن الشركة تحمل إجازة للإنتاج خصيصا للسوق اليابانية، ولذلك فإن المنتج الجديد سيصبح جزءا من اعمالنا الحالية. وتأمل الشركة في الحصول على عينات من مسحوق الحليب المضاد لقروح المعدة في غضون شهر، وتعتقد انها ستستقبل اولى الطلبات عليه بنهاية هذا العام. كما أفاد خبراء في الطب الشعبي الهندي التقليدي "إيورفيدا" أن بول البقر يحتوي على مواد تشفي من الكثير من الأمراض المستعصية من بينها السرطان. ويقوم عمال بجمع البول من حوالي 1900مزرعة لتربية الأبقار وبخاصة تلك الكائنة في رؤوس الجبال لأن الأبقار فيها تقتات على الأعشاب البرية " الغنية" بالأعشاب الطبية والعطرية على عكس نظيراتها التي تعيش في الزرائب وتقدم لها الأعلاف الصناعية. وزعم راكيش باجونا الخبير في طب "إيورفيدا" أن بول البقر يحتوي على الخصائص نفسها الموجودة في الطب الغربي الحديث. ويقوم خبراء في هذا النوع الطبي الشعبي ببيع منتجات مثل كريمات الوجه والشامبو وحتى أقراص تنشيط الذاكرة في بلد تنظر غالبية سكانه إلى البقر على أنه حيوانات مقدسة، وقد دعا أطباء غربيون إلى إجراء المزيد من الاختبارات على بول البقر قبل طرح أي منتج طبي مصنوع منه حفاظاً على الصحة العامة. وللهندسة الوراثية فوائد لا تنتهي .... فقد أعلنت شركة بيوسيدوس الأرجنتينية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، عن ولادة أربع بقرات معدلة وراثياً قادرة على إنتاج الأنسولين في حليبها، في حدث هو الأول من نوعه في العالم. وأوضح أندريس بركوفيف مسؤول التطوير التكنولوجي في المختبر خلال مؤتمر صحفي، أن البقرات الأربع يحملن في مكوناتهن الوراثية مورثة تنتج الأنسولين البشري. ومن جانبه، قال مدير الشركة مارسيلو كريسكولو: "إن كلفة الأنسولين المنتج في حليب البقرات أقل بمعدل 30 بالمئة على الأقل من الأنسولين المطروح في السوق". وتأمل الشركة في أن تتمكن خلال ثلاث سنوات من استيلاد ثور معدل وراثيا مثل البقرات للحصول على سلالة معدلة وراثياً عبر الإنجاب الطبيعي. ووافق الاتحاد الأوروبي على إنتاج الأنسولين في حليب الماعز لكنها المرة الأولى التي يتم فيها إنتاجه في حليب البقر، كما قالت الشركة الأرجنتينية. كما عثر علماء أثناء عمليات فحص كانوا يجرونها على ملايين البقر فى نيوزيلندا، على حليب بقرة خالى من الدسم ويحتوى على نسبة عالية من زيوت "اوميجا3" التى يعتقد أنها تقوى القدرات الدماغية لدى الإنسان. وأشار العلماء إلى أن البقرة قد نقلت إلى مكان سري، ثم تبين بعد أن ولدت أن بناتها قادرات أيضاً على إنتاج نفس الصنف من الحليب خالى الدسم. وتأمل الشركة التى اشترت البقرة أن يربي العلماء العاملين لديها قطيع كامل قادر على إنتاج هذا الحليب. كما أعلن علماء أمريكيون ويابانيون أنهم استخدموا الهندسة الوراثية لإنتاج ماشية تقاوم مرض جنون البقر. ويأمل العلماء أن تكون تلك الماشية مصدراً لقطعان توفر منتجات الألبان والجيلاتين وغيرها من المنتجات الخالية من المرض الذي يدمر خلايا المخ. وأوضح الباحثون في دورية "نيتشر بايوتكنولوجي" ان ماشيتهم عمرها 20 شهرا وتتمتع بالصحة، وأن حيواناتها المنوية أنتجت أجنة طبيعية واستخدمت في تلقيح الأبقار رغم أنه لم يتأكد بعد من قدرتها على التوالد والتناسل بشكل طبيعي. وأضاف الباحثون أن الماشية تفتقر لنوع من بروتينات الجهاز العصبي، يسمى بريونات، ويسبب جنون البقر وغيره من الامراض المتصلة به مثل مرض سكرابي وهو داء عصبي مميت يصيب الأغنام ومرض كرويتزفلد جاكوب وهو النسخة البشرية من مرض جنون البقر. وأشاروا في تقريرهم إلى أن الماشية "التي تخلو من بروتين بريون" يمكن أن تصبح مصدراً مفضلاً لمجموعة متنوعة من المنتجات التي تستخدم بكثافة في مجال التكنولوجيا الحيوية، مثل الألبان والجيلاتين والكولاجين والأمصال والبلازما. وأطلق يوشيمي كورويوا وزملاؤه من مؤسسة كيرين برويري في طوكيو اسم "نوك آوت" أو "الضربة القاضية" على هذا النوع من الماشية المعدلة وراثياً.