بشّر أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبد الكريم الغامدي بتعافي اللغة العربية الفصيحة على أيدي النخبة من أساتذة الجامعات ورموز الإعلام وأعضاء مجامع اللغة كونها تمثل هوية للأمة المنتسبة لها، مؤكداً تماس لهجة منطقة الباحة مع اللغة الفصيحة مستشهداً بما ورد عن عدد من علماء اللغة فيما بعد عصر الاحتجاج معدداً ألفاظاً لا تزال دارجة على ألسن العامة مشيراً إلى أن اندثار الكثير من اللهجات المناطقية واندراجها تحت مظلة ما يوصف باللهجة الوطنية الموحدة. واشار الدكتور جمعان عبدالكريم عن وجله من تبني الأجيال للهجات الوافدة خصوصاً البنغالية والهندية والاستعاضة بها عن لهجاتنا الموروثة مورداً أدلة حية بما يرد في سياق الألفاظ اليومية، ومرجعاً مثل هذا التأثر إلى قدرة الوافد على التأثير خصوصاً في ظل تولي شريحة عريضة منهم الأذان في مساجدنا والصلاة بنا أئمة مع حفظ حقهم وقدراتهم في تلاوة القرآن وحفظه. واضاف ان التفريق بين الفصاحة والبلاغة مبدياً إعجابه باللغة اليونانية علماً بتعدد مستوياتها بين نقي ومشوب، لافتاً إلى تداخلها مع العربية كون اليونانيين عرب أوروبا كما وصفوا، ونفى مقولة المفكر عبد الله القصيمي "العرب ظاهرة صوتية" موضحاً التساوق بين الظاهرتين الفاعلة والصوتية باعتبار أن الفاعل على أرض الواقع أقوى صوتاً من غيره وبما أن العرب غير فاعلين فإنه لا صوت لهم، فحضرتهم المعاصرة لا تعد كلاماً والفصاحة وجه من وجوه قوة الحجة، واصفاً مفردة الفصحى بالمنحازة كون الفصاحة ليست حكراً على لغة بعينها إذ لكل لغة فصاحتها وفصحاؤها، نافياً تطابق فصاحتنا اليوم مع فصاحة العرب في جاهليتهم أو عبر عصورهم الإسلامية الأولى ضارباً فرضية بأنه لو عاد لنا رجل من تلك العصور وأعطيناه صحيفة عربية يومية ليقرأها لما فقه كثيراً من أخبارها. ودعا الدكتور جمعان إلى إعادة النظر في مناهج تعليم اللغة وصياغة الخطاب الإعلامي ومساندة القرار السياسي لحضور الفصحى في مناشطنا ومناسباتنا، مستعيداً التفاعل في حياة اللغة وحيويتها بما يمنح متعاطيها حيوية وقوة حجة.