قال المستشار في الديوان الملكي الشيخ ناصر بن صالح العبيكان إنه توصل إلى حل من شأنه إنهاء معاناة الموظفين والموظفات العاملين في المناطق النائية، مشيرا إلى أنه بعد تفكير طويل خلص إلى فكرته المتمثلة في اعتماد التدوير. وفيما دعا الشيخ العبيكان المعنيين في القطاعات إلى دراسة اقتراحه قال إن التدوير الذي يقصده هو أن يعين الموظف في المكان الذي يرغب فيه ثم ينظر إلى الأماكن التي لا يوجد من يرغب في العمل فيها أو تحتاج إلى أكثر من الموجودين فيكلف بعض الموظفين من أقرب مكان إليها مدة سنة مثلا وبالنسبة للمدرسين سنة دراسية أو فصلا ثم يعودون ويكلف آخرون مكانهم سنة أخرى بحيث لا يكلف القاضي أو المدرس أو الموظف بالعمل في ذلك المكان إلا سنة كل عشر سنوات أو عشرين أو ثلاثين سنة، فتذهب مجموعات إلى تلك الأماكن وتعود أخرى على حسب الحاجة. ومضى يقول إنه يمكن أن يعين الموظف أولاً في المكان الذي يرغبه ثم يندب حالا لمدة سنة في المكان الذي يحتاج إليه فيه ثم تجرى القرعة بعد تلك السنة على الموظفين السابقين ليتم ندب واحد منهم وهو من تقع عليه القرعة مكان هذا الموظف وهكذا ليتحقق العدل والمساواة إلا الذين تقتضي المصلحة العامة بقاءهم في مكان معين. وبين أن الغربة تكون محتملة إذا علم الموظف أن معاناته لن تطول وبعده عن بلده وأهله وأقاربه مؤقت كحال من تغرب للدراسة، مشيرا إلى أن من شأن اقتراحه أن يقلل من حوادث المعلمات حال دراسته وإقراره. وأضاف الشيخ العبيكان أن ذلك يحقق العدل بين الجميع لأنه ليس بخاف على أحد أن من القضاة والمدرسين والموظفين من تحقق له أمنيته لوساطة ونحوها بينما الآخرون يتجرعون غصص الحرمان من تحقيق هذه الأمنية كما أن طول مكث الموظف في مقره يقوي العلاقات وتتوسع دائرة المعارف فينعكس ذلك سلبا على النزاهة. وقال ل"الوطن" كم من قاض أو مدرس عين في مكان ناء أو بعيد عن بلده ومكث سنين طويلة وهو يطالب بالنقل حتى أصابه الملل في انتظار الفرج،مما أثر على نفسيته وعمله فهو يعيش في غربة ومصاب بكربة وليس أمامه بصيص أمل في انفراج غمه وذهاب همه بل كثير ممن يسكن بعيدا عن مقر عمله يقضي جل عمره في أسفار ومعرض للأخطار، ويدل على ذلك كثرة الحوادث التي تقع للمدرسات عند سفرهن يوميا إلى أماكن التدريس. وبين العبيكان أن التعيين في غير المكان المرغوب فيه تسبب في تقاعس البعض عن قبول العمل أو في قبوله على مضض فتشتت شمل الأسر وزادت نسبة التذمر والتسخط و الضجر مما انعكس سلبا علي الأداء المطلوب و التميز والإخلاص والانضباط. وختم قائلا: إن لهذا الاقتراح نظيرا في تغيير عمداء الكليات وإن كان محدودا بالمكان فأتمنى من المسؤولين في كل القطاعات أن يدرسوا هذا الاقتراح بعمق وروية لعله يقضي على معاناة الكثير