أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة بأن النصف الشمالي من الكرة الأرضية سيشهد مساء اليوم وفجر الغد ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تتمثل في إمكانية رصد كوكب الزهرة عقب غروب الشمس في الأفق الغربي وقبل شروقها في الأفق الشرقي. في ظاهرة لا تتكرر إلا كل ثمان سنوات. وأضاف أن كوكب الزهرة عادة لا يرى إلا في سماء المساء أو في سماء الصباح، ولا يرى في نفس التوقيت إلا نادراً، مرجعاً السبب في حدوث الظاهرة الآن إلى أن الكوكب يستعد للعبور بين الأرض والشمس، وذلك يوم الجمعة الموافق 27/3/2009م . أو ما يعرف باسم (الاقتران السفلي)، وهو وقوع الزهرة على خط مستقيم مع الشمس. كما يشاهد على الأرض. ويشير المهندس أبو زاهرة إلى أن كوكب الزهرة يكون عند الاقتران عند نقطتين في مدارة الأولى عندما يقع بين الأرض والشمس ويسمى (الاقتران السفلي)، والأخرى عندما يكون عند الجانب البعيد عن الشمس ويسمى (الاقتران العلوي). كما أن الفلكيين عادة يشاهدون انتقال الزهرة من سماء المساء إلى سماء الصباح، ولكن يوم الجمعة سوف تشاهد بزاوية تميل بمقدار 8 درجات شمال الشمس وبسبب عبوره شمال الشمس سوف يظهر للراصد في سماء المساء والصباح خلال الأيام القليلة القادمة. وأكد على أن كوكب الزهرة كان مشاهدا في سماء المساء في معظم العام الماضي 2008م، ولكن الكوكب الآن سوف يتحول إلى سماء الصباح. حيث سيظل كذلك بقيه العام الحالي 2009، وسيصبح بإمكان الراصدين مشاهدة منخفض في الأفق الغربي عقب غروب الشمس، وإذا ما كانت الأحوال الجوية جيدة فيمكن مشاهده كوكب الزهرة فجر اليوم التالي منخفضا في الأفق الشرقي، وسوف تستمر هذه الظاهرة لعدة أيام. وأشار أبو زاهرة إلى أهمية أن يكون الرصد في منطقة منبسطة حتى تتم مشاهده الأفق بدون وجود أية عوائق، لأن كوكب الزهرة سوف يكون منخفضا جدا، وقريبا من الأفق، وباستخدام منظار ثنائي العينية يمكن البدء في البحث عن كوكب الزهرة بعد مرور 5 إلى 10 دقائق من غروب الشمس شمال أو يمين الموقع الذي غربت فيه الشمس، وفي فجر اليوم التالي يمكن البحث عن الزهرة قبل شروق الشمس بمقدار 2 إلى 30 دقيقة، ولكن شمال أو يسار النقطة التي سوف تشرق منها الشمس كما أن المناطق الواقعة عند خط العرض 40 درجة شمال سوف يغرب كوكب الزهرة عقب غروب الشمس بنصف ساعة، ويشرق في اليوم التالي قبل شروق الشمس بنصف ساعة، وإذا اتجهنا شمالا فإن الراصدين عند خط العرض 60 درجة شمالا سوف تمتد لديهم فترة رؤية كوكب الزهرة. حيث سيغرب بحوالي الساعة عقب غروب الشمس، ويشرق بحوالي الساعة في اليوم التالي قبل شروق الشمس. وأوضح أن الراصدين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لن يتمكنوا من رصد الظاهرة، والسبب في ذلك يعود إلى أن المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء سوف يغرب فيها كوكب الزهرة قبل شروق الشمس، ويشرق عقب شروقها. وقال أبو زاهرة إن كوكب الزهرة أطلق عليه القدماء تسمية نجم المساء عند رؤيته في المطال المسائي. بينما يعرف بنجم الصباح عند رؤيته بالمطال الصباحي، وقد اعتقد في الماضي ولزمن طويل أن نجم الصباح ونجم المساء جسمان مختلفان، فأسموهما فوسفوروس وهسبوروس. لكن فيثاغورس أدرك عام 500 قبل الميلاد أن الاثنين واحد.