في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام ونبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم لحملة شرسة من الإساءات والتهجم من الغرب تصدت مستشرقة إنجليزية بقوة للوقوف في وجه هذه الحملة الظالمة دفاعاً عن نبي الإسلام من خلال كتابها الجديد: "محمد نبي هذا العصر" Muhammad A Prophte for Our Time. ودافعت المؤلفة "كارين آرمسترونج" في الكتاب عن الإسلام والرسول باستبسال، فتحدثت عن مراحل في التاريخ الإسلامي واصفة إياه بالمتسامح والودود؛ لاحتوائه أدياناً أخرى، على عكس المسيحية التي كانت في أوروبا القرون الوسطى، مذكرة بأن معاداة السامية في العالم الإسلامي لم تكن شيئاً قبل قرن. وقد ألفت المستشرقة ذاتها في عام 1992 كتاباً تحت عنوان "محمد: سيرة نبي"، غير أن التطورات التاريخية بعد أحداث 11سبتمبر ضغطت على المؤلفة لتتوسع في الكتاب الذي لم يكن بنفس التوسع الموجود في الكتاب الأخير. ويعدّ كتاب كارين آرمسترونج "محمد نبي هذا العصر" من أفضل كتب المستشرقين لما فيه من الموضوعية داخل المنظار الغربي للمستشرقين، ومن خلال الكتاب سعت المؤلفة لتوضيح صورة الرسول " صلى الله عليه وسلم " والمسلمين، منتقدة بعض قنوات الإعلام الغربي التي ما زالت مستمرة على نهجها في معاداة الإسلام ورسوله. وتأتي هذه الحملة الشعواء على الرسول من طرف الغرب وأشياعه وأعوانه نتيجة تخبط العالم الإسلامي وانغماسه في مشكلات لا حصر لها من حروب واغتيالات وانقلابات مما جعل شوكة المسلمين ضعيفة، حيث تراجع دورهم في نصرة النبي " صلى الله عليه وسلم " لينحصر بالتنديد "سلاح العاجزين" الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.