وجد إمام مسجد بالعاصمة الجزائر نفسه من نزلاء دار للعجزة والمعوقين بناحية "باب الزوار" بالضاحية الشرقية للعاصمة وسط عشرات المسنين بعضهم مصاب بإعاقات ذهنية وحركية، بعدما طرده ابنه الوحيد من منزله بعد وفاة الزوجة عام 1998.وعثر علي الإمام، الذي ظل طول حياته يدعو الناس إلي سواء السبيل، وقضي عمره في الوعظ والإرشاد بين المساجد والمدارس القرآنية، ضمن استطلاع أجرته إحدي الصحف الجزائرية، حول واقع المسنين في دور العجزة التي أنشأتها الدولة مطلع الثمانينيات لتوفير المأوي الآمن واللقمة الكريمة للمسنين الذين ترمي به الأقدار إلي الشارع، ولم يتمكن الإمام الشيخ من قص حكايته، وتولي ذلك صديق له روي كيف وصل الإمام إلي دار العجزة وكيف اعتل جسمه وسكنته الأمراض بعدما دخل في عزلة أبعدته عن بقية النزلاء الذين يتقاسمون معه مرارة عقوق الأبناء، إثر رفض ابنه الوحيد زيارته رغم مراسلات الإدارة التي ظلت تبعث علي عنوان منزل الإمام الدعوات تخبر فيها الابن بضرورة زيارة الوالد بعد دخوله المستشفي لعدة مرات، لكن الابن لم يجب الإدارة لا بالسلب ولا بالإيجاب مما زاد في حسرة الإمام وفي انتكاس حالته الصحية. ولعل المحزن في الأمر كله، أن الإمام الشيخ رغم مصابه الجلل، لم يتمكن الحقد من قلبه وظل "يعطف" علي ابنه العاق بالدعاء، ويحكي صديقه في الغرفة كيف يقضي الإمام الليل مقيما للصلاة يدعو لابنه بالهداية وحسن الخاتمة، لكنه لا يتوقف عن البكاء ويقول إنه "يجهش بالبكاء" كلما سجد لربه تعالي. ويبلغ عدد المسنين في الجزائر حسب آخر الإحصاءات 3ملايين نسمة، وكشف وزير التضامن الاجتماعي الدكتور جمال ولد عباس في تصريح للإذاعة الوطنية بمناسبة اليوم الوطني للمسنين، أن سن هؤلاء يتجاوز 65سنة وأنه يوجد من بينهم 46مسنا تجاوز عمره القرن.