شبرقة - (واس) بَدَل الزهراني : توصف منطقة الباحة بأنها درة مرتفعات المناطق الجنوبية للمملكة , إذ تقع في جبال الحجاز وتمثل موقعاً وسطاً بين المناطق السياحية في المملكة ويحدها من الشمال والغرب منطقة مكةالمكرمة ومن الجنوب والشرق منطقة عسير , وتبعد حدودها الغربية نحو 20 كيلو متراً من ساحل البحر الأحمر , فيما تقع على مساحة تقدر بحوالي 11334 كيلو متراً مربعاً أي ما يمثل نحو 0.05 بالمائة من مساحة المملكة. وتضم المنطقة تسع محافظات موزعة بين السراة وتهامة هي بلجرشي والمندق والمخواة وقلوه والعقيق والقرى وغامد الزناد والحجرة وبني حسن , فضلاً عن مدينة الباحة عاصمة المنطقة التي يرتكز فيها الثقل الإداري والتجاري. ومن أبرز ما حبا الله به المنطقة تلك التضاريس المتنوعة التي تنقسم إلى قسمين الأول الجبال وتتبع لسلسلة جبال السروات والثاني السهول وتتبع سهول تهامة المعروفة , ويتميز مناخ المنطقة ببرودته في فصل الشتاء واعتداله في فصل الصيف في المناطق الجبلية , والحرارة صيفاً والاعتدال شتاءً في المناطق السهلية. ونظراً لتنوع التضاريس والمناخ والتربة فإن المنطقة تتميز بتنوع منتجاتها الزراعية التي تغطي أسواق المملكة مثل الرمان والتين الشوكي/ الحماط / والخوخ والمشمش والعنب الأحمر والأسود والأبيض والتفاح والكمثرى و البخاره الحمراء والصفراء واللوز والموز والمانجو والريحان والكادي والورد وغيرها , إلى جانب تميزها بأشجار الطلح والعرعر والسدر والسمرة والنخيل. ويميز المنطقة جلياً حجم الإنفاق الكبير الذي سخرته الدولة في البنية التحتية أسوة بمختلف مناطق المملكة , حيث الطرق والمستشفيات والمراكز الصحية والمياه والكهرباء والهاتف والإدارات الخدمية والحدائق والمتنزهات , فضلاً عن المدن الصناعية في العقيق وناوان التي تشرف على تنفيذها هيئة المدن الصناعية , فالمدينة الصناعية بالعقيق التي بدأ العمل في إنشائها في العام 1431ه تبلغ مساحتها ثلاثة ملايين متر مربع وتصل تكلفة إنشائها نحو 50 مليون ريال , وتمتاز هذه المدينة بقربها من مصادر المواد الأولية كالفلزات وبعض المعادن الأخرى الداخلة في الصناعة. وتمثل مشروعات المياه الأهم في تاريخ المنطقة مؤخراً حيث تتخطى تكلفة تلك المشروعات في السنوات السبع الماضية الأربعة ونصف مليار ريال , وتتضمن مشروع نقل المياه من الطائف إلى الباحة وإنشاء مضخات ومحطات معالجة وتمديدات , فضلاً عن إنشاء عدد من السدود ليصل عددها بالمنطقة إلى 17 سداً جميعها تعمل على احتجاز مياه الأمطار التي يتم معالجتها ومن ثم ضخها إلى المنازل , وكذا مشروع تنفيذ محطة معالجة الصرف الصحي الذي بدأ الشروع في العمل به. وفيما يتعلق بالخدمات الأخرى الأساسية فإن المنطقة تعد مميزة قياساً بعدد السكان فهي تضم نحو 10 مستشفيات وأكثر من 98 مركزاً صحياً بسعة سريرية تصل لقرابة 1016 سريراً , كما تضم 10 مراكز إسعافية عاملة ومدعومة بكوادر بشرية مؤهلة وتجهيزات طبية إسعافية متقدمه ومركزين إسعافيين في طور الافتتاح , وتضم أيضاً نحو 913 مدرسة للبنين والبنات وزعت على مختلف المحافظات والمراكز والهجر والقرى , وأيضاً كلية تقنية وعدد من المعاهد العلمية والمعاهد التقنية والصناعية والمهنية. وتأتي جامعة الباحة التي أسست في العام 1426ه في طليعة الخدمات التعليمية بالمنطقة فهي تستقطب حالياً أكثر من 21000 طالب وطالبة في مختلف تخصصاتها العلمية والفنية والأدبية وكلياتها التي يصل عددها لنحو 15 كلية تضم 72 تخصصاً علمياً وأدبياً ، فيما تتخطى قيمة مشروعات المدينة الجامعية لجامعة الباحة ثلاثة مليارات ريال. وفي الجانب الثقافي والرياضي فالمنطقة تضم نادياً أدبياً يعد رافداً أساسياً من روافد الثقافة على مستوى المملكة من حيث المشاركات المحلية والدولية , وفرعاً لجمعية الثقافة والفنون ينشط في العديد من البرامج الفنية والتثقيفية , أما فيما يتعلق بالرياضة فالباحة تضم أربعة أندية رياضية ويوجد بها مدينة الملك سعود الرياضية التي تحتضن العديد من الملاعب والمسابح والصالات المغلقة , فضلاً عن منشأة نادي الحجاز الجاري تنفيذها حالياً في محافظة بلجرشي بقيمة تفوق ال 60 مليون ريال. وتشهد المنطقة حالياً حركة تجارية غير مسبوقة تمثلت في إنشاء الأسواق المركزية الحديثة التي تضم العديد من المتاجر والماركات العالمية والسوبر ماركات التي تغطي احتياجات الأسرة ، إلى جانب افتتاح عدد من المطاعم الشهيرة الخاصة بالفرد والأسرة ، فضلاً عن أسواق المنطقة الشعبية التي لا زالت تمثل حركة تجارية مميزة تستهوي زوار وسكان المنطقة. وتنظم في منطقة الباحة سنوياً العديد من المهرجانات في فصلي الصيف والشتاء تتضمن مهرجان صيف الباحة ومهرجان الربيع بقطاع تهامة التي يندرج تحت مظلتهما العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تستهدف مختلف فئات المجتمع ، علاوة على المهرجانات الأخرى مثل مهرجان العسل ومهرجان التسوق ومهرجان الأسر المنتجة وغيرها. وتكمن جاذبية المنطقة فيما حباها الله من معالم سياحية وفيرة منها غابات ومتنزهات رغدان وشهبه والقمع والشكران ومتنزه الأمير متعب بن عبدالعزيز ومتنزه الأمير مشاري بن سعود والعديد من الحدائق في السراة وتهامة , علاوة على جبال شدا الشاهقة والقرى التراثية التي يأتي في مقدمتها قرية ذي عين التراثية , وكذا الأودية مثل أودية مليل والخيطان والجنابين والأحسبة وغيرها.