أ.محمد بن حسن الشهري - رئيس تحرير صحيفة سبق الإلكترونية : يُعَدُّ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رحمه الله -، واحداً من الشخصيات الوطنية البارزة التي لها دورٌ مؤثرٌ في تاريخ الدولة السعودية الحديثة. فلفقيد الأمة مكانته الخاصة لدى الأُسْرة الحاكمة وأبناء الشعب السعودي؛ لما يتمتع به من حضور فاعل، وشخصية قوية جريئة ذات بُعد سياسي وأمني عريضَيْن. لقد استطاع فقيد الأمة الأمير نايف بن عبدالعزيز من خلال تجربته الطويلة، واضطلاعه بالمهام والمسؤوليات الجسام للدولة في مختلف المجالات الأمنية، غرس قِيم الأمن والهاجس الأمني في نفوس أبناء الوطن؛ فتحوَّل كلُّ مواطن - عن قناعة - إلى رجل أمن، يحافظ على استقرار ورخاء المجتمع بحس وطني مخلص وصادق. ولا شك أن عطاءات الأمير نايف – رحمه الله - تظهر واضحة بارزة في مختلف المواقع والمناصب التي تولاها، لكن حكمته وخبرته العالية ظهرتا في أبهى صورهما في تعامله الواعي مع واحد من أصعب الملفات الأمنية، ولاسيما ما استُجِدَّ من ظواهر وتيارات في المجتمع السعودي؛ حيث تعامل معها بتسامح وأبوَّة حانية حين يكون اللين مستحباً، وبحزم حاسم حين لا ينفع إلا قبضة الحزم والشدة. إن ما أدهش العالم أجمع تصديه – رحمه الله - بكل حزم وقوة لحركات الإرهاب والعبث والتدمير من الفئات الضالة المنحرفة، التي قامت بترويع الآمنين، وطالت بعض أطراف منجزاتنا التنموية، وحاز بذلك الإعجاب من مختلف الدول العربية والأجنبية الكبرى، التي سعت لتبني رؤيته واستراتيجيته الأمنية في التعامل مع هذه الحركات فكرياً، عبر تجفيف منابع التطرف بالمسارات المنطقية والواقعية والنصح والاحتواء الفكري؛ لذلك ظلَّ الملف الأمني السعودي بفضله متماسكاً ومتيناً مقارنة بدول أخرى مشابهة. لقد أصبحت السعودية - بفضل من الله ثم بفضل قائد الأمن الفكري الفقيد الأمير نايف بن عبدالعزيز - من أكثر المجتمعات أماناً واستقراراً، على الرغم من صعوبة ملف الإرهاب الذي سيطر عليه – رحمه الله -، وقضى عليه بشكل كامل. لقد ترك فقيدنا "نايف بن عبدالعزيز" مجتمعاً آمناً مُصِرًّا على أن يبقى هذا الأمن والرخاء؛ لترسيخ دعائم الدولة والمجتمع. في هذا المصاب الجلل أدعو الله لهذا الرمز الكبير بأن يرحمه رحمة واسعة، ويسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء عن ما قدمه لوطنه وأمته وصادق العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية . "إنا لله وإنا إليه راجعون".