أدت لسخط شعبي كبير كان يتلمس منهم الفساد من غير دليل ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية ان موقع (ويكيليكس) المتخصص في نشر الوثائق السرية كشف عن برقيات سرية أمريكية في تونس اظهرت ازدواجية وتناقضا شديدين فى السياسة الامريكية حيال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. حيث أشارت البرقيات إلى السخط الشعبي تجاه الفساد الصارخ من قبل عائلة الرئيس غير أنه في الوقت ذاته أشادت بتعاون بن علي مع الولاياتالمتحدة ضد الارهاب والاستقرار الذى فرضه في البلاد لوقت طويل. وأشارت الصحيفة الامريكية في تقرير بثته على موقعها الالكترونى إلى تسريبات (ويكيليكس) التي كشفت عنها الاسبوع الماضي والتي ساعدت فى تأجيج غضب الشارع التونسي الذي بلغ ذروته الجمعة الماضي وأدى إلى فرار الرئيس التونسي بن علي من البلاد متوجها إلى السعودية. وأظهرت الوثائق التى حملت اسم (تونيليكس) مدى اشمئزاز ودهشة المسئوليين الامريكيين من اساليب عائلة بن علي الفاسدة في التعامل والتصرف داخل البلاد بشكل جعلهم يصادرون ما يحلو لهم. ونقلت البرقيات عن مسئوليين أمريكيين قولهم (إن الفساد بكافة أنواعه استشرى في تونس ، حيث طال الاموال والخدمات والاراضي والاملاك وحتي اليخوت مشيرة إلى أن أبناء أخوة الرئيس التونسي صادروا يختا من رجل اعمال فرنسي عام 2006. وكشفت برقية أخرى من برقيات موقع ويكليكس تم إرسالها إلى واشنطن عام 2009 عن العشاء الفاخر الذي اقامه محمد محمد صخر الماطيري صهر الرئيس التونسي بن علي واستقبل خلاله السفير الامريكي روبرت جوديك والذي اقامه علي شاطئ منزله في الحمامات. وكانت هناك العديد من مظاهر الفخامة فى كثرة الخدم والثراء فى شكل ونوع القطع الاثرية في كل مكان وأعمدة رومانية ورؤوس أسود تتدفق منها المياه إلى حمام السباحة , كما احتوى العشاء علي عشرات الاطباق من بينها اطباق تم احضارها من فرنسا رأسا بينها حتى قطع آلآيس كريم والزبادى من الخارج. وقال السفير الامريكي في البرقية أن الماطيري يمتلك نمرا كبيرا يعيش داخل قفص كبير مشيرا إلى أن هذا الموقف اعاد اليه مشهد عدي حسين نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يمتلك ايضا اسدا داخل قصره. واوضحت احدي البرقيات عن (المافيا) التي كانت تحكم البلاد مشيرة الي عائلة الرئيس التونسي بن علي حيث فرضت العائلة نفوذها على أكبر بنك في البلاد وطالب بن علي نسبة 50% من ارباح جامعة خاصة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الازدواجية فى معايير السياسة الأمريكية تجاه تونس قد عكستها هذه البرقيات ففى الوقت الذى سلطت الضوء فيه على نواحى الفساد المستشرى لاسيما من جانب أقارب بن على فى أنحاء البلاد , الا أنها كانت تشيد بنهج الرئيس زين العابدين وتعاونه مع الولاياتالمتحدة فى أسلوبه المتشدد تجاه الاسلاميين فى البلاد والاجراءات القمعية التى يتخذها ضد أفراد الشعب وسيطرته بيد من حديد على المتطرفين.