لاحتواء أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزير داخليته يوم الاربعاء في محاولة لاحتواء أسوأ اضطرابات منذ عقود لكن اشتباكات جديدة اندلعت مع الشرطة وقال شهود ان رجلا قتل بالرصاص. وقال مسؤول لرويترز ان الحكومة التونسية أعلنت حظر التجول ليلا اعتبارا من ليل الأربعاء ليطبق في العاصمة والضواحي المحيطة بها. وأضاف ان حظر التجول سيستمر الى أجل غير مسمى وسيبدأ في الثامنة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) كل ليلة وينتهى في السادسة صباحا. ورغم نشر الجيش في كثير من المناطق والتواجد الامني المكثف رشق شبان رجال الشرطة بالحجارة باحدى ضواحي العاصمة وقال شهود ان الاحتجاجات تجددت في بلدتين. ويقول المحتجون انهم يطالبون بوظائف وانهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون انها حكومة قمعية لكن مسؤولين قالوا ان الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يعتنقون العنف ويريدون تقويض تونس. والاضطرابات هي الاسوأ التي يواجهها بن علي خلال رئاسته للبلاد على مدى أكثر من عقدين. وقال مسؤولون في وقت مبكر من الاسبوع ان 23 مدنيا قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في ديسمبر كانون الاول. وقال شاهدان لرويترز ان الشرطة بمدينة تاله على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من المحتجين ثم فتحت النار بعد ذلك مما أدى لمقتل وجدي السايحي (23 عاما). ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين لتأكيد هذا الحادث. وقال رمزي شقيق الضحية ان السايحي أصم. وأبلغ رمزي رويترز عبر الهاتف أمرته الشرطة بالعودة الى منزله لكنه لم يسمع شيئا ثم أطلقوا عليه النار ... لقد وعدونا (الحكومة) مرارا والان يعدوننا بالموت. ويقول بعض المحللين ان الحكومة التونسية ستتمكن على الارجح من احتواء الاضطرابات لكن بن علي يمكن أن يجد نفسه على المدى البعيد وقد ضعفت قوته بينما قويت شوكة معارضيه. ومما يزيد الضغط الدولي على تونس بشأن تعاملها مع الاضطرابات قال الاتحاد الاوروبي أكبر شريك تجاري لتونس ان العنف أمر (غير مقبول). وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي لا يمكننا ان نقبل استخدام الشرطة غير المتناسب للقوة ضد متظاهرين مسالمين. وقامت عربات جيب عسكرية من نوع همفي وجنود مسلحون بدوريات في مكانين على الاقل بوسط تونس العاصمة يوم الاربعاء وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها. وقال شهود ان الاف الاشخاص تجمعوا في مدينة القصرين وهم يرددون هتافات تطالب برحيل الرئيس بن علي. وقالت بعض جماعات حقوق الانسان الدولية ان عدد القتلى أعلى مما أقر به المسؤولون. وتنفي الحكومة ذلك. وقالت الحكومة ان الوفيات حدثت عندما أطلقت الشرطة -دفاعا عن النفس- النار على مشاغبين مسلحين بقنابل البنزين والهراوات. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي ان رئيس البلاد زين العابدين بن علي قرر تعيين أحمد فريعة وزيرا جديدا للداخلية. ولم يعلن الغنوشي سببا للتغيير لكنه أضاف ان الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين وانه امر أيضا بالافراج عن جميع المحتجزين خلال الاحتجاجات. وتراقب الدول العربية المجاورة عن كثب الاجتجاجات في تونس التي دخلت اسبوعها الرابع خشية انتشار الاضطراب الاجتماعي. وقال صحفي من رويترز في ضاحية التضامن بالعاصمة التونسية حيث أطلقت الشرطة طلقات تحذيرية لتفريق المحتجين مساء الثلاثاء ان حشدا من عدة مئات من الشبان رشقوا رجال الشرطة بالحجارة مما دفعهم للرد بقنابل الغاز المسيل للدموع. وأثارت الاضطرابات مخاوف المستثمرين في تونس وهي واحدة من أكثر اقتصادات المنطقة تطورا. وأغلقت الاسهم في بورصة تونس على انخفاض بنسبة 3.4 في المئة يوم الاربعاء لتصل الى أدنى مستوى في 38 أسبوعا.