أقال الرئيس التونسي وزير داخليته وانتشرت قوات الجيش في وسط مدينة تونس, الأربعاء 12 يناير 2011, بعد أن امتدت موجة من الاضطرابات -التي قال مسؤولون إنها أسفرت عن مقتل 23 شخصا - لأول مرة إلى العاصمة. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي: إن رئيس البلاد زين العابدين بن علي عيَّن وزيرا جديدا للداخلية وأمر بالإفراج عن كل المحتجزين في موجة الاحتجاجات العنيفة. وأضاف الغنوشي متحدثا في إفادة صحفية أن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين. وعيَّن أحمد فريعة، وهو أكاديمي سابق ووزير دولة، وزيرا جديدا للداخلية. وقال شهود عيان في بلدة إقليمية شهدت بعضا من أسوأ الاشتباكات، إن حشدا كبيرا من المواطنين تجمع مطالبا باستقالة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وإن الشرطة كانت غائبة عن مكان الاحتجاج. ويقول المحتجون إنهم يطالبون بوظائف وإنهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون إنها حكومة قمعية، لكن الرئيس قال إن الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يعتنقون العنف ويريدون تقويض تونس. والاحتجاجات المستمرة منذ ما يقرب من شهر هي الأسوأ في تونس منذ عقود. وتراقب دول عربية أخرى الموقف في تونس عن كثب خشية اندلاع اضطرابات اجتماعية. وفي بيان أمريكي أشد لهجة عن العنف حتى الآن قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن واشنطن "تشعر بقلق بالغ من الأنباء عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الحكومة التونسية". وقال مراسل (رويترز) إن عربتين عسكريتين وقفتا أمام السفارة الفرنسية، بينما جاب جنديان مسلحان الشارع. وعلى بعد مسافة بسيطة من وسط مدينة تونس وقفت عربتان من طراز هامفي على مدخل مبنى التلفزيون الحكومي، بينما كان جنديان يرتديان خوذات وسترات واقية من الرصاص يقومان بدورية حراسة وهما يحملان بنادق آلية. وأطلقت الشرطة في وقت متأخر أمس الثلاثاء أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد ينهب المباني في إحدى ضواحي العاصمة. ولم ترد تقارير عن سقوط أي ضحايا في هذه الاشتباكات. وقال مسؤولون إن وفيات المدنيين - وكلها في اشتباكات في مدن إقليمية في مطلع الأسبوع - حدثت حينما أطلقت الشرطة النار على مثيري الشغب في دفاع شرعي عن النفس. وأفاد شاهدا عيان بأن عدة آلاف خرجوا إلى الشوارع في القصرين على بعد نحو 200 كيلومتر من العاصمة في مظاهرات احتجاجية على الحكومة وحملتها ضد المحتجين. وقال محسن نصري شاهد العيان ل (رويترز) إن المتظاهرين كانوا يهتفون مطالبين برحيل بن علي عن الحكم. بينما قال شاهد ثان "هناك نحو 3000 شخص هنا يحتجون.. لا توجد شرطة فقد فروا إلى ثكناتهم".