تونس، الجزائر - رويترز - في وقت استمر الهدوء في المدن الجزائرية بعد أيام دامية من الاحتجاجات، قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي شهدت بلاده احتجاجات اجتماعية مماثلة أوقعت ما لا يقل عن 14 قتيلاً، بحسب حصيلة رسمية، إن الضالعين في الاشتباكات الدامية مع الشرطة مدانون بارتكاب «عمل إرهابي». وجاء كلام الرئيس التونسي في كلمة أذاعها التلفزيون الحكومي أمس، في ظل معلومات عن إطلاق الشرطة النار في الهواء لتفريق حشود في مدينتين تونسيتين. لكن لم ترد تقارير عن خسائر بشرية جديدة في أحدث موجة من الاشتباكات. ويقول المشاركون في الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع إنهم غاضبون من قلة الوظائف أمام الشباب في حين يقول مسؤولون إن الاضطرابات من عمل أقلية من المتطرفين الجانحين للعنف هاجموا الشرطة ونهبوا المباني. وفي مدينة القصرين الواقعة على مسافة 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة، قال شاهد إن جنازة لمدنيين قتلوا في مطلع الأسبوع تحولت إلى مواجهة مع الشرطة. وقال الشاهد محمد علي ناصري ل «رويترز» عبر الهاتف من موقع الحدث: «فتحت الشرطة النار في الهواء». وفي بلدة الرقاب قال شهود إن جنازات لأناس قتلوا في اشتباكات سابقة تحولت إلى احتجاجات عنيفة أيضاً. وأبلغ كامل العبيدي «رويترز» عبر الهاتف قائلاً إنه في موقع الحدث: «الشرطة تطوّق البلدة. يوجد ألفا محتج في مواجهة في أنحاء البلدة مع الشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع وتفتح النار». ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات التونسية في شأن أحدث الاشتباكات. وقالت السلطات في السابق إن الشرطة تصرفت بضبط للنفس لكنها اضطرت لفتح النار دفاعاً عن النفس حين هاجمها مثيرو الشغب بالحجارة والقنابل الحارقة. وفي العاصمة تونس التي لم تشهد أي عنف مما جرى في مدن أخرى شارك طلاب في مسيرة لاستنكار رد فعل الشرطة على أعمال الشغب. وقال مراسل ل «رويترز» في تونس إنه رأى عشرات من شرطة مكافحة الشغب يطوقون كلية في جامعة المنار في ضاحية من المدينة. وكان مئات من الطلاب داخل ساحة الكلية لكن الشرطة منعتهم من الخروج ومنعت أيضاً الوصول للحرم الجامعي. لكن المتاجر في وسط تونس كانت مفتوحة لممارسة الأعمال ولم يكن الانتشار الأمني ملحوظاً بدرجة كبيرة. وفي المدن الإقليمية تالةوالقصرين وسليانة والرقاب والمكناسي الأشد توتراً قال سكان إن السلطات أرسلت شاحنات تابعة للجيش لتعزيز الشرطة. وقال وزير الاتصالات التونسي سمير العبيدي في تصريح انه تم ارسال وحدات من الجيش إلى هناك لحماية المباني الحكومية وانها لن تتدخل في مواجهة مع المحتجين. وقال إن الحكومة مستعدة للحوار مع الشباب، في إشارة إلى استعداد السلطات لتقديم بعض التنازلات. وفي الجزائر، قال مواطنون إن مدناً عدة شهدت أياماً من أعمال الشغب عادت منذ الأحد إلى هدوئها الطبيعي وذلك بعدما اندلعت فيها موجة من الاضطرابات بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية. ولم ترد تقارير عن وقوع اضطرابات كبيرة خلال الليل وهي بذلك أول ليلة تعرف هذا الهدوء النسبي منذ بدأت أعمال الشغب يوم الاربعاء في العاصمة الجزائر ثم انتشرت إلى مدن أخرى. وفي أول رد فعل لها على الاحتجاجات التي قتل خلالها ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص، قالت الحكومة الجزائرية انها ستخفض أسعار بعض السلع الغذائية ووعدت بالقيام بكل ما يلزم لحماية الجزائريين من ارتفاع أسعار الغذاء.