الفوز بجائزة الفن السعودي المعاصر يعني لي الشيء الكثير أكد الفنان التشكيلي عبد الرحمن خضر أن الحركة التشكيلية السعودية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الخمس سنوات الماضية. وأرجع السبب في ذلك إلى التغير الذي طرأ على جميع مناحي الحياة وأهمها (الإنترنت ، الذي أتاح للتشكيليين ، كغيرهم ، معرفة ما وصل إليه ذلك المخرج من تقنيات ورؤى وأساليب معاصرة ، فحاولوا محاكاتها إن صح التعبير والاستفادة منها ، بل والتفوق عليها أحيانًا أخرى). وقال عبدالرحمن خضر في لقاء قصير مع (اليوم) : إن (هذا الأمر مطلوب في حدود الاستفادة من هذه الأدوات والتأثر الإيجابي بها وأخذ ما يعزز هويتنا وثقافتنا التي نعتز كثيرًا بخصوصيتها وتفردها). وفاز الفنان عبد الرحمن خضر عبر لوحته (تكوين) مؤخراً بجائزة المركز الأول في مسابقة الفن المعاصر (21) ، مناصفة مع الفنانة التشكيلية فاطمة النمر. وعن البدايات وسر تعلقه بالفرشاة وعشق الحرف وتوظيفه في أعماله الفنية يقول خضر : (كانت بداياتي من خلال دراستي بجامعة الملك سعود بالرياض ، ولقناعتي بأهمية الخط العربي التحقت بمعهد تحسين الخط العربي بالرياض وحصلت على إجازة الخط العربي ، فتأثرت كثيرًا بجمالية الحرف العربي الذي أصبح يعني لي الكثير). ويضيف : (اعتمدت عليه (الحرف العربي) كمحور أساسي في التشكيل ، لما يمثله لديّ هذا الحرف المعجز من عشق قبل أن يكون مرتكزًا فنيًا وثقافيًا وجماليًا لا حدود له ، فبدأت في محاكاة أعمال كثير من الأساتذة الرواد في هذا المجال ، ثم نمت عندي التجربة خلال مشاركتي الأولى في مسابقة (ملون) ، التي نظمتها الخطوط السعودية عام (2004) ، فحصلت على إحدى جوائزها في ظل وجود أسماء أكثر مني خبرة وتجربة ، ففتحت لي آفاقًا جديدة في التشكيل ، وبدأت أحاول إيجاد أسلوب أكثر تميزاً وتفرداً ، ولا زلت أبحث بحذر). ويتابع الفنان عبدالرحمن خضر قوله : (لي تجارب في التشكيل المجسم الذي لا يخرج عن ذات الأسلوب ، فشاركت في المعرض الأول الجماعي للمجسمات الجمالية في جدة عام 2005 ، وكان لي شرف اقتناء أمانة جدة لمجسم جمالي من أعمالي). ويوضح أنه لاقى (انتقاداً من قبل بعض المهتمين والمتأثرين بغير هويتنا بأخذهم عليّ التركيز على الحرف وأنه قاصر على التشكيل والإبداع والانطلاق لأفق أرحب في ظل المعاصرة). إلا أنه يرد على ذلك بأن (الإنسان هو ابن بيئته ولابد أن يتأثر بما تحويه من تراث .. ولعل أجمل ما في إرثنا الحضاري هذا الحرف العملاق الذي يشي بتضاعيف ذلك المخزون الكبير من الأحاسيس والمشاعر والمعاني من نمير الحكمة الإلهية الفياضة التي كانت بعض الرعاية للغة القرآن الخالدة). ويضيف : إن (الحرف العربي يداعب الشعور .. بذوق الجمال ونشوة الروعة التي تبعث النفس إلى ما وراء حواسها المنظورة إلى عالم النفس البشرية في قمة سموّها ولمقدرته المتميزة على التعبير وإمكاناته الخارقة على السموّ بالنفس وإشعارها بالرضا والكمال). وعن مشاعره وسعادته بالفوز بجائزة المركز الأول في معرض الفن السعودي المعاصر ال (21) ، وماتعنيه الجائزة بالنسبة له يعلق خضر : (بالنسبة لجائزة الفن السعودي المعاصر فهي تعني لي الشيء الكثير ، باعتبار أن معرض الفن السعودي المعاصر المعرض الأهم والتظاهرة الأولى على مستوى التشكيل في المملكة ، لما يمثله من خبرات تشكيلية مطروحة وتنافس جميع التشكيليين لتقديم عصارة خبراتهم وتقنياتهم في هذا المجال ، ولا أخفي سعادتي بهذه الجائزة ، التي سبق أن حصلت على المستوى الأول في الدورة السابقة ، وعملت مبكرًا للحفاظ على هذا المستوى بتقديم الأعمال الأكثر نضجًا ومعاصرة ، مستفيدًا مما يقدمه المبدعون من الزملاء في هذا المجال). يذكر أن الفنان عبد الرحمن خضر ولد في الباحة عام (1387) ، وهو حاصل على بكالوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود بالرياض ، وعمل معيدًا بتقنيات التعليم ، ويعمل حاليا معلمًا بوزارة الدفاع والطيران بجدة. شارك الفنان عبدالرحمن خضر في العديد من المعارض والمناسبات الثقافية داخل المملكة وخارجها ، وله مقتنيات عديدة لدى بعض رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والقيادات العسكرية ، وحصل على العديد من الجوائز ، من أهمها : جائزة مسابقة (ملون) وجائزة المركز الأول في مسابقة المعرض السعودي المعاصر ال(21) ، وجائزة التضامن الإسلامي.