المواطنون يرفضون عزل شمال القرية عن جنوبها فيما أقرت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء خطة لسحب قوات من جزء من قرية على الحدود اللبنانية طالما أججت التوترات مع حزب الله وسورية، لفت الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب نيراج سينغ الى ان القائد العام لقوات اليونيفيل البرتو اسارتا تلقى اتصالاً من مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية ابلغه فيه ان المجلس الوزاري المصغر وافق على اقتراح اليونيفيل للانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، مشيراً الى ان اليونيفيل لا تزال تنتظر الاشعار الرسمي بالانسحاب، مؤكداً على اهمية معرفة الموعد الرسمي للانسحاب.ولبنانياً غاب الموقف الرسمي من هذا التطور، لكن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم اعتبر انه على الحكومة اللبنانية رفض خضوع بلدة الغجر لسيادة اليونيفيل، وقال اذا لم تعد البلدة للسيادة اللبنانية كاملة فهي تعتبر محتلة .ورأى ان القرار الاسرائيلي بالانسحاب من الجزء الشمالي من البلدة هو مناورة لتحسين صورتها امام المجتمع الدولي ، مؤكداً ان هذا القرار لا يحتاج الى مقدمات او اتفاقات مع الاممالمتحدة لان الانسحاب هو جزء من التزامات اسرائيل بموجب القرار 1701 .وأقرت الحكومة الاسرائيلية المصغرة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر في تصويت لكنها لم تحدد موعدا لذلك وقالت إنها في حاجة أولا إلى ان تبحث مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان الوضع الأمني في المنطقة التي سيجري إخلاؤها.ويقول سكان قرية الغجر - وهي قرية على سفح جبل يعيش فيها نحو 2300 شخص ينتمون إلى الطائفة العلوية في سورية - إنهم لا يريدون جدار برلين يعزل شمال القرية عن جنوبها ويجبرهم على الاختيار بين لبنان وإسرائيل.ويضيفون أنه لم يجر التشاور معهم بشأن خطط الأممالمتحدة لتسوية الوضع الذي أجج طويلا التوترات بين إسرائيل وكل من حزب الله اللبناني وسورية. وقال نجيب الخطيب المتحدث باسم أهالي القرية لراديو الجيش الاسرائيلي إن القرية يجب أن تعود لسورية في إطار مفاوضات دبلوماسية مع دمشق.وقال أحمد فتالي رئيس المجلس المحلي في قرية الغجر إنهم لا يعرفون ماذا سيحدث عندما ينسحب الإسرائيليون مضيفا أن أهالي القرية يخشون من تقسيمها وقائلا إن سكان الغجر يشكلون عائلة واحدة كبيرة.وكانت اسرائيل احتلت قرية الغجر حين احتلت هضبة الجولان السورية المتاخمة في حرب عام 1967. وبموجب قرار ترسيم للأمم المتحدة للحدود اللبنانية صدر لاحقا أصبح شمال الغجر جزءا من لبنان مما ترك الجزء الجنوبي تحت سيطرة إسرائيل. وأعطي الحق لسكان القرية بالحصول على الجنسية الاسرائيلية عام 1981 لكنهم يعتبرون أنفسهم سوريين.وقال فتالي إن أهالي القرية لا يريدون أن تحرس قوات من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجزء الشمالي من القرية لأن ذلك سيعني تقسيمها. ويقول المسنون في القرية إن العالم كثيرا ما يتجاهل رغباتهم في هذه المرتفعات في الشرق الأوسط حيث تكثر طيور البجع والنخيل إلى جانب حظائر الماشية وأكوام أخشاب التدفئة في فصل الشتاء.ويتذكر محمد حبيب البالغ من العمر 88 عاما والذي كان جنديا في الجيش السوري عقود الاضطرابات. وقال سنبقى على أرضنا إلى أن يحل السلام بين سورية وإسرائيل وعندئذ سنرى ما سيكون عليه وضعنا .وقال رجل آخر إن والدته التي تبلغ من العمر 100 عام تتذكر عندما كان الجنود الأتراك يتولون المسؤولية وقال رجل ثالث إن راسمي الحدود التابعين للأمم المتحدة قسموا قريتهم على الورق مستخدمين خريطة اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية عام 1916 التي قطع الفرنسيون والبريطانيون من خلالها أوصال الشرق الأوسط دون مبالاة.ويحتاج الأجانب إلى تصريح من الجيش الإسرائيلي لدخول قرية الغجر التي تقع بالقرب من جبل الشيخ والمثلث الذي تلتقي عنده الحدود المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان وسورية. ويتحكم حاجز من الكتل الخرسانية يحرسه حراس الحدود مدخل القرية من الناحية الجنوبية وتراقب نقاطا تابعة للأمم المتحدة شمال القرية. وفي قرية الغجر مزارعون ومدرسون وعمال مصانع ومهنيون من خريجي الجامعات يتحدثون العبرية والعربية بطلاقة. وقال نجيب الخطيب المتحدث باسم أهالي القرية لا نريد أن نصبح لاجئين في الجانب اللبناني بدون أراضينا التي احتلت في عام 1967 وبدون شعبنا وعائلاتنا .