أقرت الحكومة الإسرائيلية المصغرة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس خطة لسحب قوات من الجزء الشمالي من قرية الغجر على الحدود اللبنانية، لكنها لم تحدد موعداً لذلك. وقالت إنها في حاجة أولاً إلى أن تبحث مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الوضع الأمني في المنطقة التي سيجري إخلاؤها. وقال أمين مجلس الوزراء الاسرائيلي في بيان إن الحكومة تريد حفظ «أمن مواطني اسرائيل ونسيج حياة سكان القرية التي ظلت وحدة واحدة غير قابلة للتقسيم». وعلى رغم أن هذه المرة ليست الاولى التي تعلن فيها اسرائيل موافقتها المبدئية على الانسحاب من الجزء الشمالي من الغجر، غير ان مصادر متابعة أكدت ل «الحياة» ان الاممالمتحدة و «يونيفيل» تبلغا نية اسرائيل الانسحاب من المنطقة، فيما لم تتبلغ قيادة الجيش اللبناني اي امر مماثل. وأحالت الحكومة المصغرة الاسرائيلية الامر الى الخارجية للبحث في الترتيبات النهائية للانسحاب، سواء في شأن المرحلة الانتقالية او الدائمة، فيما يؤكد الاسرائيليون أن الانسحاب يصب في اطار تطبيق القرار 1701. ومن المتوقع ان يتناول البحث مرحلة ما بعد الانسحاب والمرجعية الامنية، لا سيما أن اسرائيل ترفض اي وجود عسكري لبناني، باستثناء ضابط ارتباط من «يونيفيل». وفي حال الاتفاق على الترتيبات والتي ستشمل ايضاً البحث في موضوع مراكز العمل والخدمات والمدارس التي يصادف وجودها في الجانب الآخر من القرية اضافة الى وضع الاهالي، من المتوقع أن توافق اسرائيل على الخطة، وتعيد الانتشار على الخط الازرق. وكانت اسرائيل احتلت قرية الغجر حين احتلت هضبة الجولان السورية المتاخمة لها في العام 1967. وبموجب قرار ترسيم للامم المتحدة صدر لاحقاً للحدود اللبنانية، أصبح شمال الغجر جزءاً من لبنان ما ترك الجزء الجنوبي تحت سيطرة اسرائيل. وفرضت الجنسية الاسرائيلية على سكان القرية السوريين في العام 1981، وفي العام 2000، أخلت اسرائيل شمال الغجر عندما أنهت احتلالها لجنوب لبنان والذي استمر 22 عاماً، لكنها عادت واحتلت المنطقة مرة أخرى خلال حرب تموز 2006، قائلة إن القرية كانت نقطة مرور لهجمات المقاتلين وتهريب المخدرات. وفي حين يرفض الاهالي قرار انسحاب اسرائيل من الجزء الشمالي من الغجر وقاموا بتظاهرات احتجاج لهذه الغاية امس، قال نجيب الخطيب المتحدث باسم أهالي القرية لراديو الجيش الاسرائيلي إن القرية يجب أن تعود لسورية في إطار مفاوضات ديبلوماسية مع دمشق. وأضاف أن المسؤولين والشخصيات الحكومية لم يحضروا للقرية للتفاهم مع سكانها وهو ما يشعرهم بالمرارة والإحباط. وأضاف أن السكان يعيشون في هذا الكابوس منذ عشر سنوات. وأفاد موقع «ناو ليبانون» الالكتروني أمس، ان أهالي بلدة الغجر نفذوا إعتصاماً في شوراع البلدة، إحتجاجاً على قرار مجلس الأمن الإسرائيلي المصغّر بالإنسحاب من الشقّ الشمالي للبلدة. واعتبر الأهالي أنَّ «هذا الإنسحاب يقسّم البلدة ويبعد الأب عن إبنه ويفرّق العائلة»، مطالبين ب«اعتبار بلدة الغجر تابعة للجولان السوري ويجب أن يكون مصيرها كمصيره». ورافق ذلك انتشارعسكري إسرائيلي داخل البلدة، وتحركات آلية على طريق الغجر العباسية وسط تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق الجنوب من شبعا مرجعيون وصولاً إلى النبطية، حيث نفذ غارات وهمية مكثفة على علو منخفض، استمرت لأكثر من ساعة. في المقابل، سيرت «يونيفيل» دوريات مؤللة على طول الخط الأزرق من العباسية المجيدية إلى كفركلا والعديسة، فيما حلقت مروحية دولية فوق الخط الأزرق لمراقبة الوضع على الحدود.