افتتح واللورد آدم باتيل مسجد توحيد الإسلام في مدينة بلاكبيرن كد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الإسلام جاء لرعاية المصالح ودرء المفاسد ومد الجسور مع سائر بني الإنسان لأداء هذه الرسالة العظيمة رسالة الرحمة والتسامح بين بني الإنسان كافة. جاء ذلك فى خطبة الجمعة التي ألقاها أول من أمس في مسجد توحيد الإسلام بمدينة بلاكبيرن وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها حاليا لبريطانيا, وأضاف أن الدين كفل للإنسان الكرامة والحقوق كلها، مشيرا إلى أن حمل مشعل الهداية والدعوة إلى الله عز وجل وإلى القيم النبيلة والمثل العليا مهمة عظيمة ينبغي أن يضطلع بها المسلمون في كل زمان ومكان. وتابع الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس قائلا "أما إخواننا المسلمون فإن المؤمنين إخوة، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض لتحقيق الوحدة الإسلامية، وأما مع غير المسلمين فإن مثال حسن التعامل كما كان عليه الصلاة والسلام يعيش مع المسلمين ومع غير المسلمين في المدينة النبوية المنورة ومع ذلك يدعو إلى الله ببصيرة وحكمة، فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم جاره اليهودي ودعاه إلى الإسلام وأيضا مات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي، فالتعامل مع غير المسلمين أمر مشروع وحيوي وينبغي أن يحرص عليه المسلمون لأن عمارة هذه الأرض ومد الجسور مع غير المسلمين لتعايش سلمي وحوار عظيم يدعو إلى المحاسن، ولا شك أن هذه من أبرز وسائل الدعوة إلى الله عز وجل". وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن مسجد توحيد الإسلام يعد مشعل خير وصرح هداية للإنسانية جميعا، مضيفا "ولهذا نحن نقول للعالم اطمئنوا من رسالة الإسلام ولا تقلقوا أبدا من المسلمين ولا تقلقوا من المساجد فهي رسالة الخير والهداية والسلام والتسامح حتى مع غير المسلمين". وأشار إلى احترام المسلم لنظام البلد الذي يعيش فيه لأن المسلم عنصر فعال وعنصر يدعو للخير والهدى والفضيلة وينهى عن الشر والرذيلة. وقال "ووصيتنا لإخواننا المسلمين في الغرب أن يكونوا مثالا حسنا، وسفراء لدينهم، وأمتهم، وقيمهم وإسلامهم بالأسلوب الحسن والسيرة المحمودة وبالأخلاق القويمة فلا يغشون ولا يظلمون ولا يكونون عبئا على المجتمعات التي يعيشون فيها ويكونون بعيدين كل البعد عن أسباب الجريمة والانحراف. وكان الشيخ السديس يرافقه اللورد آدم باتيل قد افتتحا أول من أمس مسجد توحيد الإسلام في مدينة بلاكبيرن في المملكة المتحدة. وقال الشيخ السديس في كلمة له في الحفل الخطابي الذي أقيم بعد صلاة الجمعة في المسجد "نرجو أن يؤدي افتتاح هذا الصرح العظيم إلى أن يقوم برسالته على الوجوه المطلوب وأن يكون المسجد مصدر خير وإشعاع وهداية للإنسانية جميعا وللبشرية كافة". كما عبر عن شكره "لحكومة بلاد الحرمين الشريفين الذين وجهوا وحرصوا على هذا اللقاء المبارك وعلى هذه الفرصة التاريخية لما لها من آثار كبيرة في نفوس المسلمين فجزاهم الله خيرا وجعل ذلك في موازين حسناتهم". كما شكر اللورد باتيل على جهوده المباركة ونهنئه بهذه المناسبة بنيله درجة الدكتوراه الفخرية لجهوده الخيرة في خدمة هذا المجتمع وفي خدمة المسلمين وفي خدمة الإنسانية. ووصف اللورد باتيل بأنه من النماذج الفريدة في الدعوة إلى الله في عموم بريطانيا. من جانبه، رحب اللورد آدم باتيل بالجميع "في هذا الحدث التاريخي العظيم، ونحن نحتفل بافتتاح مسجدنا الجديد المسجد المركزي في بلاكبيرن، مسجد توحيد الإسلام". وبدوره، عبر إمام المسجد شعيب آدم عن الشكر للشيخ السديس على قبوله الدعوة "لتدشين وافتتاح هذا الصرح المبارك". وتابع قائلا "لقد زارنا قبل ثلاثة أسابيع الأمير تركي الفيصل وكنا في غاية السرور للقائه، وها أنتم تشرفوننا بزيارتكم فتقبل الله منكم الخطوات".