رداً على المزاعم الإسرائيلية نفى أرشد هرمزلو كبير مستشاري الرئيس التركي أن يكون اجتماع بروكسل بين وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو ووزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر قد تم بناء على طلب من أنقرة حسب (BBC). وكان عوفر جندلمان الناطق بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد كشف لبي بي سي يوم الأربعاء عن اللقاء الذي كان أول اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين من البلدين بعد توتر العلاقات إثر مقتل تسعة نشطاء أتراك جراء هجوم نفذته قوات خاصة إسرائيلية على قافلة سفن مساعدات كانت متجهة الى قطاع غزة في مايو/آيار الماضي. لكن هرمزلو قال في اتصال مع (BBC) يوم الخميس إن الاجتماع كان يهدف الى ابلاغ اسرائيل بالمطالب التركية بصورة رسمية، وقال إن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي لتنفيذ مطالب أنقرة. كما أكد المتحدث باسم الخارجية التركية براق أوزوجردين للصحافيين أن لقاء وزير الخارجية أوغلو مع وزير الصناعة الإسرائيلي جاء بناء على طلب إسرائيلي. وأضاف أن الطرف التركي أبلغ الجانب الإسرائيلي مطالبه المعروفة، وهي طلب اعتذار رسمي، وتقديم تعويضات لأهالي قتلى سفينة مرمرة الزرقاء، ورفع الحصار عن غزة، والقبول بلجنة تحقيق دولية. وقالت المصادر الإسرائيلية إن اللقاء تم بناء على طلب تركي، وقد اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في بيان رسمي رئيس الوزراء نتنياهو بالتعدي على سلطاته من خلال ترتيب هذا الاجتماع بدون إبلاغ وزارة الخارجية. واضاف البيان "انها اهانة للمعايير المتبعة وضربة قاصمة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء". ومن ناحيته, اوضح مكتب نتانياهو ان رئيس الوزراء اقر طلبا لبن اليعازر بعقد لقاء غير رسمي مع "شخصية تركية". ونسب في بيان إلى "اسباب تقنية" غياب التنسيق مع وزارة الخارجية. أما التلفزيون التركي فذكر أن داوود أوغلو وبن اليعاز التقيا لاكثر من ساعتين الاربعاء في فندق ببروكسل التي زارها الوزير التركي لاجراء محادثات حول انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي. وقالت محطة "ان تي في" التركية إن أوغلو وبن اليعازر اتفقا على ابقاء لقائهما سريا وعدم نشر مضمون محادثاتهما الا لرئيسي الوزراء التركي والاسرائيلي وان يلتقيا سريا مجددا في موعد لاحق لم يحدد. وأوضحت المحطة نقلا عن مصدر مطلع أن اللقاء جرى بدون علم كبير المفاوضين الاتراك ايجيمن باغيس ووزير الزراعة مهدي اكير اللذين كانا في بروكسل مع داوود اوغلو. وأضافت ان الوزيرين بحثا وسائل اصلاح العلاقات الثنائية وان داود اوغلو كرر موقف انقرة بوجوب ان تقدم اسرائيل اعتذارا على ما جرى مع السفينة مرمرة. جاء الكشف عن اللقاء بعد إعلان تركيا إغلاق مجالها الجوي بوجه الطيران العسكري الاسرائيلي، وكانت تركيا قد رفضت منح ترخيص لطائرة تابعة للجيش الاسرائيلي كانت متوجهة الى بولندا بعبور مجالها الجوي. ونال الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على اسطول مساعدات انسانية كان يريد كسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، من العلاقات التي كانت وثيقة بين البلدين.فاستدعت تركيا سفيرها ودعت الى تحقيق دولي. وبحث اردوغان هذه القضية مع الرئيس الامريكي باراك اوباما على هامش قمة مجموعة العشرين وكرر بعد ذلك ان على اسرائيل ان تعتذر لبلاده. وقد رفضت اسرائيل التعاون مع لجنة تحقيق دولية مستقلة مفضلة القيام بتحقيقها الخاص عبر لجنة تضم ممثلين دوليين.