بهدف الضغط عليها وإجبارها للعودة لطاولة المباحثات وافق زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس على فرض عقوبات أشد على إيران تتضمن إجراءات لإعاقة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الإيراني وتقليص قدرات طهران على التكرير واستخراج الغاز الطبيعي. وتتجاوز هذه الاجراءات بشكل كبير العقوبات التي وافقت عليها الاممالمتحدة في العاشر من يونيو حزيران وتهدف الى الضغط على إيران للعودة الى المحادثات بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تعتقد القوى الغربية أنه يهدف الى انتاج أسلحة نووية. وانتقدت روسيا بشدة الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لفرضهما عقوبات اضافية على إيران تتجاوز العقوبات التي وافقت موسكو على دعمها في مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله -نشعر بخيبة امل بالغة من انه لا الولاياتالمتحدة ولا الاتحاد الاوروبي يستجيبان لدعواتنا للاحجام عن مثل هذه الخطوات.- وتركز الخطوات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي والتي يمكن أن يبدأ العمل بها خلال أسابيع على التجارة بما في ذلك البضائع ذات الاستخدام المزدوج والبنوك والتأمين وقطاع النقل الإيراني بما في ذلك النقل البحري والجوي الى جانب قطاعات مهمة من صناعة الغاز والنفط. وقال رؤساء الدول والحكومات في بيانهم الذي صدر خلال قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل إن العقوبات على قطاع الطاقة سوف تحظر - الاستثمارات الجديدة والمساعدة الفنية ونقل التكنولوجيا والمعدات والخدمات التي تتعلق بهذه المجالات وخصوصا تلك التي تتعلق بالتكرير وتكنولوجيا تسييل الغاز الطبيعي والغاز المسال.- وتتجاوز الاجراءات التي صيغت خلال مناقشات الاسبوع الماضي ما توقعه بعض الدبلوماسيين ومن الارجح أن تضع ضغوطا مالية شديدة على إيران خامس أكبر مصدر للنفط الخام في العالم والتي تملك قدرات تكرير محدودة. غير ان دبلوماسيين أقروا بأن قوة وتأثير العقوبات ستعتمد على العمل الذي سيقوم به وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الشهر القادم لوضع التفاصيل الخاصة بكيفية فرضها وضمان الامتثال بها. وقال أحد الدبلوماسيين -انها مسألة نطاق..الاجراءات جيدة من حيث المبدأ . انها قاسية. ولكنها ستعتمد على ما سيتم عمله لتطبيقها في الشهر القادم وهو ما سيحدد مدى تأثيرها.- ووصف دبلوماسي اخر الاجراءات بانها-يحمل ان تكون عقابا كبيرا- لكن ذلك سيعتمد على كيفية تطبيقها عندما يحين موعدها. وقال زعماء الاتحاد الاوروبي في بيانهم ان الوقت ينفد بالنسبة لإيران وان الامر يوجب اتخاذ المزيد من الاجراءات. وقال زعماء الاتحاد الاوروبي -يأسف المجلس الاوروبي بشدة لعدم استغلال إيران للفرص الكثيرة التي أتيحت لها لتزيل مخاوف المجتمع الدولي بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني. -وفي ظل هذه الظروف لم يعد من الممكن تفادي اجراءات تقييد جديدة.- وقال دبلوماسيون ان بعض دول الاتحاد الاوروبي وبالتحديد ألمانيا والتي لها استثمارات كبيرة في قطاع النفط والغاز الإيراني كان لديها مخاوف بشأن تشديد العقوبات لكن ما حدث هو أن كل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي سارعت لتأييد البيان المكتوب بلهجة مشددة. وتنفي إيران أن يكون برنامجها النووي يهدف الى صنع أسلحة نووية وتقول انه مخصص لاغراض الطاقة وأغراض سلمية أخرى. وتتزامن خطوات الاتحاد الاوروبي مع جهود الكونجرس الأميركي لاعداد مجموعة من الاجراءات الاضافية الخاصة به ضد إيران بهدف تشديد حزمة عقوبات فرضتها الاممالمتحدة الاسبوع الماضي على طهران والتي خففت المعارضة الروسية والصينية اجزاء منها. وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية الاربعاء بنكا مملوكا للدولة وشركات قالت انها تعمل كواجهة لشركة الملاحة الإيرانية وقيادتي القوات الجوية والصواريخ بالحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء في تنسيق على ما يبدو مع عقوبات اشد مع الاتحاد الاوروبي. وقال مصدر في صناعة النفط ان قازاخستان وتركمانستان ربما تعيدان توجيه صادراتهما من النفط عبر روسيا بدلا من شحنها الى إيران بسبب عقوبات الاممالمتحدة ضد طهران. وتتخذ إيران ترتيبات متبادلة مع منتجين من أسيا الوسطى تجلب بموجبها النفط الخام الى موانيء على بحر قزوين وتقدم ما يعادلها من براميل نيابة عن شركائها في الخليج. وتضخ قازاخستان النفط الى إيران بمعدل 1.2 مليون طن سنويا. وتصدر تركمانستان مليوني طن سنويا ولكن لم تتضح الكمية التي تذهب لإيران.