أوضح وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة ،أن عدد الحالات المسجلة بمرض الخرمة النزفية الفيروسي في منطقتي نجران ومكة المكرمة لم تتجاوز سبع حالات منذ بدء العام الجاري 2010 ، مؤكداً أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق وأن عدد حالات المرض منذ اكتشافه عام 1994 ما زالت محدودة. جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور الربيعة أمس للورشة العلمية الدولية لمناقشة الخطة الوطنية لمرض الخرمة والتي عقدت بقاعة الاحتفالات بديوان الوزارة بمشاركة خبراء ومختصين من المملكة ومنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم. وقال الربيعة إن وزارته ستتخذ العديد من الإجراءات والخطوات العلمية للتعرف على ماهية المرض من جميع جوانبه ودراسة طرق انتقاله والإصابة به وكيفية مقاومته والوقاية منه، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة والقطاعات الحكومية الأخرى ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة السعودية للحياة الفطرية، مشيراً إلى أن هذا المرض يعتبر من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان وتم اكتشافه في المملكة مؤخراً. وبيّن أن وزارتي الصحة والزراعة قامتا بتشكيل لجان مشتركة وفرق عمل تضم خبراء ومختصين وطنيين ودوليين لعمل أبحاث حول فيروس المرض وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والقطاعات المعنية الأخرى وعقدت على ضوئها هذه الورشة العلمية الدولية. من جانبه، أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن مشاركة وزارته في الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة للتصدي لهذا الفيروس تعد واجباً وطنياً وتترجم التوجيهات السامية الكريمة بتكثيف العمل وبذل الجهد للحفاظ على صحة وسلامة الجميع ووقايتهم ، مشيرا إلى أن الخطة الوطنية لمرض الخرمة والتي نحن بصدد مناقشتها في هذا الملتقى هي نتاج لجهد عمل الرجال المخلصين من أبناء المملكة، إضافة إلى الخبراء الدوليين وستحقق الأهداف المرجوة منها في مواجهة فيروس الخرمة. إلى ذلك، قال وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش ل"الوطن إنه شكلت عدة لجان مشتركة وفرق عمل ضمت خبراء من داخل المملكة وخارجها، فيما جرى إعداد الخطة الوطنية لمجابهة حمى الخرمة النزفية والتي تهدف إلى تحديد وبائية هذا المرض الجديد وتحديد طرق الانتقال وتنفيذ وسائل المكافحة والسيطرة لاحتواء المرض ومنع انتشاره، مؤكداً أن الوضع بالنسبة لهذا المرض في المملكة مطمئن ولا يدعو للقلق حيث إن حالات الإصابة منذ اكتشاف المرض في عام 1994 وحتى الآن تعد محدودة . واستطرد أن حمى الخرمة النزفية من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة عن طريق القُرَاد حيث تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق قرصة القراد الذي يوجد في حظائر المواشي "الخِراف والأغنام والجمال"، كما يمكن أيضاً أن تحمل الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والأرانب القراد الناقل للمرض، إلا أنه لا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل عن طريق البعوض. وأوضح الدكتور ميمش أن الخط الأول للوقاية يتمثل في التأكد من سلامة الماشية وتجنب الاحتكاك غير الضروري معها أو منتجاتها، والتعامل الحذر مع الماشية المريضة، وارتداء قفازات عند التعامل مع اللحوم النيئة غير المطهوة "مثلا عند إعداد الطعام"، داعياً إلى ضرورة الكشف الدوري على المواشي للتأكد من خلوها من القراد، ومن ثم استعمال المبيدات الحشرية المناسبة للحيوانات وتحاشي شرب أي نوع من أنواع الحليب أو اللبن غير المبستر "مباشرة من المواشي".